وجّه عضو برنامج الأمان الأسري الوطني الباحث الاجتماعي عبدالرحمن القراش؛ رسالة للمجتمع بتهميش بعض مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي وعدم فتح المجال لهم، مشيراً إلى أن بعضهم مرض خبيث قد أصاب قيمنا ولا علاج له إلا باستئصاله.
وقال "القراش"؛ في حديثه لـ"سبق"، إن المثل الشعبي يقول: "بلّها واشرب مويتها"، ويعني أن الورقة التي معك لا قيمة لها، وبتعديل بسيط نقول: "شهادتك الجامعية بلّها واشرب مويتها"؛ حيث أصبحت اليوم دون قيمة أمام "نجمة التوثيق" من "سناب شات" التي جعلت المجتمع، والمجالس، والتجار، يتهافتون ويلتفون حول صاحبها؛ بل يصفقون له، ويتغنون باسمه وكأنه حقق منجزاً وطنياً يُحسد عليه.
وأضاف: أما أنْ تكون محترماً وذا شهادةٍ مرموقة، فستحتاج إلى سنوات ضوئية عدة لكي تصل إلى رُبع ما وصل إليه أحد (المشاهير) الذين أصبحوا يقولون في مقاطعهم لأبنائنا وبناتنا: "إنه كان مسجوناً أو مطروداً من وظيفته أو يتفاخر بأنه لا يحمل إلا الشهادة الابتدائية" ورصيده البنكي يتجاوز الملايين بسبب تفاهة ما يقدّمه في مواقع التواصل التي فتحت له آفاق المستقبل.
وأردف "القراش"؛ إنّ المتابع اليوم للمشهد أصبح يخجل مما يراه، حيث عمّت البلوى الكبار قبل الصغار، ونافس العقلاء التافهون عليها، وتسابق الرجال مع النساء أيهم يربح منها أكثر، حتى صار المستقبل يحدّده (عدد المتابعين) وليست الشهادة والتعليم؛ ما جعل المرء يقف مع نفسه فيعاتبها قائلاً: هل سأتحمّل شقاء السنين على مقاعد الدراسة أو كرسي الوظيفة وغيري (برقصةٍ أو طبخةٍ أو تهريج) يجني الملايين دون رقيب أو حسيب.
وتابع: إننا اليوم في زمنٍ اختلفت قِـيمه ومبادئه، وصار الإنسان فيه يخشى على أبنائه من هذا الطوفان المسمّى "التقنية"، فصدارة المجالس قد حجزها "المشاهير"، فأصبحوا مَن يشفعون ومَن يُضيَّفون ومَن يتقدّمون الصفوف بهواتفهم، فضلاً عن تسابق الجميع لتقريبهم والتودد لهم، ليس لسواد أعينهم، وإنّما لتأثيرهم في الشارع والرأي العام، ولكم في المقاطع المنتشرة اليوم خير مثال، حيث أصبحت قبائل عريقة وأسر كريمة تقوم بحفلات ضخمة تصرف عليها مئات الآلاف من أجل أن أحد أفرادها حصل على "نجمة توثيق سناب شات".
ودعا "القراش"؛ إلى اصدار قانون يجرّم أولئك المشاهير الذين يسيئون لأسماء قبائلهم ومجتمعهم ووطنهم بما يقدّمونه من محتوى رخيص، ويحاسبهم على "دخلهم المتضخم دون وجه حق".
وتابع: كما أدعو وزارة التعليم إلى نشر قيمنا الوطنية والدينية من خلال تعزيز مخرجات التعليم التي تسهم في بناء الأحلام التي تغني عن لجوء أبنائنا إلى هواتفهم بحثاً عن الثراء، وليس العلم.