حادثة المحمل والهجوم بالرصاص.. حنكة الملك عبدالعزيز حالت دون وقوع مقتلة عظيمة

منعطف تاريخي في مسيرة رحلة الحج.. الواقعة تسببت في بدء تصنيع كسوة الكعبة محليًا
حادثة المحمل والهجوم بالرصاص.. حنكة الملك عبدالعزيز حالت دون وقوع مقتلة عظيمة

بعد أن سجل موسم حج هذا العام 1444هـ نجاحاً كبيراً، تعود بنا الذاكرة إلى الوراء 100 عام لنستذكر واقعة المحمل المصري وما صاحبها من أحداث وتحولات، حيث كانت في أول عام يدير فيه الملك عبدالعزيز الحج بعد أن دانت له الحجاز بكاملها.

واستضافت "سبق" عضو الجمعية التاريخية السعودية زاهي الخليوي للحديث عن تفاصيل هذه الواقعة، حيث قال: المحمل عبارة عن هودج تحمل عليه كسوة الكعبة من مصر، وكان يصاحبها فرقة موسيقية، وجيش من المشاة والهجانة بأسلحتهم ومعهم بطارية فيها 4 مدافع وكتيبة من الفرسان.

وأضاف: لما رأى الإخوان ما يرافق المحمل من آلات لهو، وما يرافق ذلك من تمسح بعض الحجاج بالمحمل وتبركهم به؛ حدث إنكار من بعضهم على قائد قوة المحمل، فتراشقوا بالحجارة، ثم أصدر قائد الحج المصري أوامره بإطلاق النار عليهم فسقط من جراء ذلك 25 قتيلاً من الإخوان السعوديين.

وأردف: وقعت إصابات، وضج الحجاج، وكادت تقع فتنة ومقتلة عظيمة في الحج لولا تدخل الملك عبدالعزيز وابنه الأمير فيصل وبقية أبنائه، حتى سكنت الأمور، وهدأت النفوس، وسويت المسألة.

وتابع "الخليوي": الملك فؤاد اعتبر هذا الأمر تحدياً شخصياً له فأمر بمنع إرسال كسوة الكعبة المشرفة التي اعتادت مصر على إرسالها في كل عام، كما أوقف صرف واردات الأوقاف العائدة للحرمَين الشريفَين، وانقطعت العلاقات مع مصر بعد تلك الحادثة ولم تستأنف إلا بعد 10 سنوات بوفاة الملك فؤاد.

واختتم بالقول: بعد هذه الحادثة أمر الملك عبدالعزيز بصناعة كسوة الكعبة محلياً، وجلب أهل الخبرة، واعتنى بذلك جدا، ومنذ ذلك اليوم وحتى الآن وكسوة الكعبة تصنع بفضل من الله في هذه البلاد المباركة التي حملت على عاتقها خدمة الحرمين وحجاج بيت الله الحرام، والمحافظة على أمنهم واستقرارهم وراحتهم حتى يؤدوا مناسكهم بسلام.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org