
نجح فريق طبي متخصص في جراحة القلب، بمستشفى الدكتور سليمان الحبيب بالريان، بقيادة الدكتور حمد الحبيب استشاري جراحة القلب، في إجراء عمليتيْ منظار متقدمتين لعلاج انسداد حاد في شرايين القلب التاجية، وأنقذت العمليتان مريضين من أعراض شديدة الوطأة وتَبِعَات وخيمة.
وأوضح د.الحبيب أن المريضين راجعا المستشفى وهما يشتكيان من ألم وضغط في الجزء العلوي من الجسم، يشمل الصدر والذراع والرقبة والفك وضيقًا في التنفس، إضافة إلى أن المريض الأول عانى من تورم الساقين والقدمين وانتفاخ البطن، والشعور بالدوخة والدوار.. وتمت معاينتهما وأجريت لهما فحوصات طبية دقيقة أظهرت إصابتهما بتصلب الشرايين التاجية، وكشفت النتائج أيضًا أن الحالة الأولى تعاني بالإضافة إلى تصلب الشرايين التاجية من ضعف عضلة القلب وقصور في وظائف الكلي.
وأضاف د.الحبيب أن الفريق الطبي المعالج، بعد الاطلاع على ملف الحالتين أخضعهما لعمليتين بالمنظار، تم فيها إزالة الانسدادات وتوصيل الشرايين التاجية عبر تقنيات القلب النابض والمنظار والتدخل المحدود، بجرح صغير لا يتعدى طوله ٥ سم.
واستطرد د.حمد قائلًا أن العملية تُعتبر من أكثر عمليات القلب تقدمًا وتعقيدًا؛ إذ إنها تُجرى بتقنية التدخل المحدود للوصول إلى القلب جهة اليسار من القفص الصدري؛ على عكس ما جرت عليه العادة؛ حيث كان مرضى تصلب الشرايين التاجية، يخضعون لفتح عظمة الصدر لإجراء التوصيلات الجراحية أو ما يسمى بـ"CORONARY ARTERY BYPASS GRAFT SURGERY VIA STERNOTOMY ".
وبيّن د.الحبيب أن نجاح مثل هذه العمليات يحتاج إلى فريق طبي ماهر ومتمرس، ومستشفى مجهّز بأفضل وأحدث التقنيات.. وتتميز هذه الجراحة عن تلك المفتوحة؛ بأنها تُجَنّب المريض الكثير من المضاعفات، كالتهاب الجروح وعدم التئامها بسرعة، وتقل فيها احتمالات النزيف ومشتقات الدم، وتُجَنب المريض الآلام التي يسببها فتح الصدر، بالإضافة التشافي والعودة إلى الحياة الطبيعية بسرعة كبيرة.
وأكد أن المريضين بقيا لأيام قليلة منومين في المستشفى قيد الرعاية الطبية الحثيثة قبل أن يغادراه، وهما بحالة صحية جيدة، وقد تخلص كل منهما من كل الأعراض التي كانا يعانيان منها.