تُمثل العلاقات السعودية-العُمانية نموذجًا للعلاقات الأخوية المتجذرة التي تستند إلى تاريخ طويل من التعاون والتفاهم المشترك، وخلال السنوات الأخيرة، شهدت هذه العلاقات تطوراً ملحوظاً تمثل في زيارات متبادلة بين قيادتي البلدين، مما أسهم في تعزيز التعاون المشترك ونقل العلاقات إلى مستويات أكثر عمقًا وشمولية.
اختار السلطان هيثم بن طارق، سلطان عُمان، المملكة العربية السعودية لتكون وجهته الخارجية الأولى منذ توليه مقاليد الحكم في يناير 2020 وجاءت الزيارة في يوليو 2021 استجابة لدعوة كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله-، لتعكس مكانة المملكة وأهميتها لدى سلطنة عُمان، وقد ناقش الجانبان سبل تعزيز التعاون في مختلف المجالات، بما يُترجم عمق الروابط الأخوية بين البلدين.
وفي ديسمبر 2023، جاءت زيارة سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان إلى سلطنة عُمان لتعزز هذه العلاقات الأخوية وتفتح فصلاً جديداً من الشراكة الاستراتيجية ولقاء سموه بجلالة السلطان هيثم بن طارق شهد بحث أوجه التعاون المتنوعة، مع التركيز على المجالات الاقتصادية والتنموية، مما يُحقق تطلعات الشعبين ويعزز المصالح المشتركة.
وتشكل الزيارات المتبادلة بين قيادتي البلدين نقاط تحول في تعزيز العلاقات الثنائية، حيث أسهمت في إطلاق مشاريع واتفاقيات جديدة تدعم النمو الاقتصادي والتكامل التنموي، كما تُبرهن العلاقات السعودية-العُمانية على قوة الروابط الأخوية القائمة بين البلدين، المدعومة بقيادة رشيدة تعمل على بناء شراكة استراتيجية تحقق مصالح الشعبين الشقيقين، وترسم ملامح مستقبل مشترك أكثر ازدهاراً.
وتكتسب هذه العلاقات أهمية متزايدة في ظل التحديات الإقليمية والدولية، حيث يُمثل التعاون السعودي-العُماني نموذجًا للعمل المشترك الذي يسهم في تحقيق الاستقرار والتنمية في المنطقة، ويعكس دورهما الرائد في تعزيز الأمن والسلام والتنمية الاقتصادية على المستوى الخليجي والعربي.