"المسحراتي" بـ3 ريالات.. "دوم" يستحضر جلسة المركاز واللمة بعد التراويح بجدة

كان يُرشَّح من أهل الحارة والعمدة.. حكاية جميلة عن أجمل الشخصيات التي اختفت
"المسحراتي" بـ3 ريالات.. "دوم" يستحضر جلسة المركاز واللمة بعد التراويح بجدة

جلسة المركاز واللمة بعد التراويح والمسحراتي، من أبرز عادات بيوت جدة القديمة؛ حيث يستحضرها عبدالمحسن حسن دوم لغيابها هذا العام.

يقول "دوم": "كانت من عاداتنا السنوية التجمع في المركاز في الحارة بالمنطقة التاريخية بجدة لنعرّف الناس بالأشياء التي لم يعاصروها ولا شافوها؛ فغابت عنهم جلسات المراكيز واللمة بعد التروايح والمسحراتي في رمضان، هذه الشخصية المحببة للقلوب اللي ما تظهر إلا في هذا الشهر الفضيل".

وأضاف: "كان المسحراتي يقوم بدور كبير وجميل في الحارة؛ لأن أهل زمان كانوا ينامون بعد صلاة التراويح مباشرة، وعند السحر يقوم المسحراتي ومعاه طبلته الصغيرة والعصا حتى يضرب على الطبلة ويسمع الناس ثم يستيقظوا لسحورهم".

وتابع: "كان المسحراتي ينادي عليهم كل واحد باسمه أو بكنيته مثل "يا أبو محمد" حتى يقوموا لسحورهم، ويقول مثلًا: صبحك الله بالرضى والنعيم، سحورك يا نايم، قوموا لسحوركم صبحك الله بالرضى والنعيم، يا عم حسن، يا أبو أحمد، ويدور في الحارة كلها، ثم يقوم الناس من النوم لوجبة السحور".

وأشار "دوم" إلى أن هذه المهنة اختفت الآن؛ لأن الناس لم تعد مثلما كانت، فهم لا ينامون مبكرًا؛ لذلك لم يعد للمسحراتي دور واختفى"؛ مبينًا أن المسحراتي حكاية جميلة من أجمل الشخصيات التي اختفت.

وأوضح أن المسحراتي كان يُرَشَّح من أهل الحارة والعمدة ليقوم بدوره حتى آخر يوم في رمضان؛ حيث قال: "يظل المسحراتي يسحر حتى آخر ليلة، ويعيد على أهل الحارة، وكل بيت يعطوه مقابل التسحير؛ فمنهم من يعطيه فلوسًا (أجر رمزي 3 ريالات أو 5 ريالات) واللي يعطيه كسوة زي ثوب أو غترة، واللي يعطيه أرزاق مثل الرز أو الدقيق حسب الموجود لكل بيت بدون أي اشتراط أو طلب من المسحراتي".

ودعا "دوم"، الله أن يكشف هذه الغمة عن الأمة، وأن يعيد لبلادنا البهجة والسرور والصحة والسلامة.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org