وربط الصدقة بجلوسه معهم يخرجها من كونها صدقة، وهم بصدقتهم بهذه النية قد حرموا أنفسهم من الأجر الأخروي، وربما كانت صدقتهم هذه حسرة عليهم، وأخشى عليهم من إرادتهم هذه، من أن يصدق عليهم قوله تعالى {مَن كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ}، وقوله تعالى: {مَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ. وَمَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِن نَّصِيبٍ}. ولو أرادوا الصدقة حقيقة لأعطوها له دون اشتراط جلوسه معهم والتندر عليه وأذيتهم له بسخريتهم به.