يعتبر الرقي بالفكر الرياضي أيقونة تحقيق التطور والنهضة بصناعة الرياضة؛ تعايشاً مع اهتمام دول العالم بتوسيع نطاق منتجاتها؛ لتبقى صناعة العصر الحالي في ظل النهضة التي يعيشها القطاع الرياضي، وما تمثله الرياضة من قوة ناعمة يتم الاستفادة منها في تسويق الدول، ومن ضمنها المملكة.
وشخص الأستاذ المشارك بقسم الاتصال والإعلام بجامعة الملك فيصل، الدكتور فلاح بن عامر الدهمشي أزمة الفكر الرياضي؛ الذي رأى الرقي بمفاهيمه ضرورة ملحة؛ لتوجيه بوصلة الاستثمارات لهذه الصناعة التي أخذت المملكة لتوسيع مداخيلها؛ بما يتوافق مع رؤية 2030.
وأشار إلى أن رؤساء الأندية لا بد أن يملكوا مهارات وقدرات عالية في مجال التواصل مع الجماهير؛ لأنهم يمثلون دور القائد الذي يؤثر على صورة وهوية أنديتهم أمام الجمهور والإعلام، وكذلك الشركاء.
وقال: من خلال هذا التوجه الجديد لأخذ زمام نقل الرياضة المحلية للعالمية.. لابد لرؤساء الأندية أن بتحملوا مسؤولية إدارة سمعة ناديهم وحفظ حقوقه ومصالحه في حالة حدوث أزمات أو خلافات.
وأردف: لهذه الأسباب أعتقد أن خضوع رؤساء الأندية لبعض الدورات في مجال الإعلام سيساعدهم على تحسين قدرتهم على التواصل مع الجماهير المختلفة.. والإسهام إلى نقل الرياضة السعودية بكل كفاءة للعالمية، وجعلها مورداً استثمارياً ناجعاً؛ لا يقل شأناً عن باقي الموارد الاستثمارية الأخرى.
وأضاف أن الرياضة التي أصبحت صناعة العصر؛ لم تعد متابعتها مقتصرة فقط على الرياضيين، فهناك آخرون ليسوا في الوسط الرياضي، وأصحاب مسؤوليات ومهام بعيدة عن الرياضة؛ لكنهم يعشقونها ويتابعون تفاصيلها، وتكشف البطولات الكبرى لكرة القدم عن التفاتة رجال السياسة والثقافة إلى ذلك المعشب الأخضر الجذاب؛ فيتحول رجال الصف الأول في البلدان مع المثقفين في لحظات إلى مشجعين من الدرجة الأولى في مدرجات الملاعب أو مهتمين خلف الشاشات الفضية، يحضر الكثير من الساسة والمثقفين إلى مدرجات الملاعب خلف منتخبات الوطن.
ونوه الدكتور الدهمشي؛ بالدور الذي تقوم به القنوات الفضائية الرياضية؛ كوسائل إعلام متخصصة في نقل وتحليل ومناقشة الأحداث والقضايا الرياضية في مختلف الألعاب والمسابقات، والملاحظ على هذه القنوات أنها تسعى لاستقطاب خبراء ونقاد وإعلاميين، أو رياضيين سابقين في هذه المجالات لنقل خبراتهم وآرائهم للجمهور المتلقي عبر البرامج الرياضية، ولكن مع زيادة سيطرة وسائل التواصل الاجتماعي على المشهد الإعلامي.
وشدد على أنه يوجد بعض جوانب التغيير في محتوى وضيوف هذه القنوات، وفي المقابل أصافت المراكز الإعلامية بالأندية تفاعلاً لافتاً للمشهد الإعلامي؛ حيث لعبت في زيادة التفاعل مع الجمهور وأصبح له حرية التعبير عن آرائه من خلال استخدام استطلاعات الرأي أو تغريدات وتعليقات المتابعين على منصات التواصل الاجتماعي.
ولفت إلى أن وجود الحرفية الإعلامية في صياغة الرسالة من قبل هذه المراكز؛ زاد من التنافسية والتنوع في إعداد المحتوى المقدم للجمهور؛ بهدف زيادة جذبه الجمهور ورفع وتيرة مصداقيتهم وثقتهم بأنديتهم، والقضاء على المعلومات والأخبار والشائعات المنتشرة على وسائل التواصل الاجتماعي؛ مما يتطلب منهم المزيد من الدقة والمهنية في اختيار المعلومات المقدمة للجمهور.
وسلط الضوء على التحديات في عالم الإعلام الرياضي؛ مركزاً على الأسماء المميزة في هذا المجال الذين يوجد لديهم إلمام بالرياضة ومعرفة تاريخها وقوانينها وامتلاك المهارات الخاصة في التحدث بوضوح مع الجماهير، والمراسلين؛ عبر استخدام لغة سهلة ومفهومة، أيضاً القدرة على التعامل مع المحتوى الذي يقدمونه في قالب جذاب وموضوعي وتجنب التحيز وتهييج الجمهور سواء بالتشهير أو المبالغة غير المبررة في التعليق على الأحداث الرياضية يمكّن أي مقدم برامج بأن يكون مميز ومحبوب لدى كل الجماهير.
وأكد الأستاذ المشارك بقسم الاتصال والإعلام بجامعة الملك فيصل؛ على الإلمام بتاريخ الأندية وأبرز نجومها وإنجازاتها ومحاولة الاهتمام بتحديثات قوانين الألعاب المختلفة وشرحها وتفسيرها للجمهور المتلقي، ومساهمة أقسام الإعلام والاتصال في دعم الأندية من خلال عقد ورش تطويرية وندوات ومحاضرات وغيرها.. للمراكز الإعلامية؛ بما يعزز من دورها الإعلامي والمجتمعي تجاه جماهير الوسط الرياضي، ومواكبتها لمتغيرات العصر.
ورأى أن الخبر وطبيعة الجمهور المتلقي هما من يحدد الشكل الأمثل لنقل الأخبار، بمختلف فنون الخبر الصحفي، من تقرير واستطلاع ومقال، إلى جانب التحليلات والوصف الدقيق لمختلف الظواهر التي تنقل المتلقي إلى ميدان الحدث بكل تفاصيله؛ عبر الكلمة المكتوبة والصوت والصورة، وبالتماشي مع عصر السرعة.. ووجود التقنيات الرقمية ومنصات التواصل الاجتماعي؛ مع احترام مكانة الرسالة الإعلامية ومدلولاتها السامية؛ بالبعد عن الخطاب المتعصب والإثارة المبالغ فيها. مما يعطيها رونقاً وبهاءاً مميزاً.
وختم قائلاً إن الرياضة تعزز روح التعاون، والترابط، ونشر السلام والتفاهم والحوار بين الشعوب والثقافات، ولعل الفعاليات والتجمعات العالمية هي أكبر دليل على أن الرياضة تعزز روح المواطنة والسعي لتحقيق الفوز والرقي للأوطان؛ موصياً بحكم أن اللعبة الشعبية الأولى محلياً وعالمياً؛ لابد من الابتعاد عن كل ما يثير التعصب غير المحمود والاستمتاع بهذه الرياضة وغيرها من الرياضات فهي في نهاية الأمر منافسة فيها الفائز والخاسر.