حذر مدير عام فرع وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد بمنطقة مكة المكرمة، فضيلة الشيخ الدكتور سالم بن حاج الخامري، من الجماعات الإرهابية كجماعة الإخوان المسلمين والسرورية وجميع من ينتمي للفكر المنحرف، مؤكدًا أنه "معول هدم" تسبب في نخر جسد الأمة الإسلامية وتسبب في تشويه صورة الإسلام الوسطي المعتدل.
وتابع: ألصقوا بديننا ما هو منه براء من العنف والغلو والإرهاب بشتى أشكاله وصوره ومن أمور كانت مجتمعاتنا بمعزل عنها، وذلك بممارسات شيطانية وطرق خبيثة وتغرير بالشباب والناشئة يحاولون إضلالهم ولكن بفضل الله تعالى ثم بجهود المخلصين من ولاة الأمر والعلماء كانت دولتنا الحكيمة والأئمة والخطباء والمجتمع لهم بالمرصاد وعلى يقظة وحذر مما يبيتون ويخططون فباءت مخططاتهم بالفشل في ظل اللحمة الوطنية التي أغاظت الأعداء.
وأوضح "الخامري"؛ أن شريعة الإسلام جاءت من أجل جمع القلوب وتأليفها على كتاب الله وعلى سنة رسول الله ووفق منهج رصين قامت عليه هذه البلاد المباركة منذ تأسيسها على يد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، ومن يتأمل النصوص يرى أن فيها تجريمًا وتحريمًا ظاهرًا لها، وقول الله عز وجل: "واعتصموا بحبل الله" قال بعض الصحابة والتابعين: المقصود به القرآن، وقال بعضهم: الجماعة.
وقد قال الإمام القرطبي: إن كلاهما أقوال متآلفة ومتَّفقة ومتناسقة لأن القرآن يدعو إلى الجماعة، والجماعة حق والفرقة زيغ ومهلكة فالله سبحانه وتعالى يبين لنا أن نحذر سلوك طريق المشركين الذي هو التحزب والتشيّع والتفرق، الأمر الذي يجعل بعض المسلمين ممن تلبَّسوا بهذه الجماعات يضربون بعضهم بعضًا، والرسول صلى الله عليه وسلم من خلال سنته وسيرته العطرة كشف هذه الحقائق وأبرز هذه المعالم، ورعى أن يكون المسلمون وحدة واحدة متعاونين على البر والتقوى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ثلاث لا يغل عليهن قلب امرئ مسلم: إخلاص العبادة لله عز وجل، ومناصحة ولاة الأمور، ولزوم جماعتهم؛ فإن دعوتهم تحيط من وراءهم.
وأضاف الدكتور الخامري أن المملكة تبذل قصارى جهدها لاستئصال الغلو والإرهاب والعنف والتطرف والحد منها، وذلك على جميع المستويات المحلية والدولية؛ طاعةً لله ورسوله وتعمل على استتباب السلم، والأمن المحلي، والعربي والعالمي وموقف المملكة العربية السعودية منذ تأسيسها على يد موحدها الملك عبد العزيز رحمه الله ثابت ضد هذه الظواهر المنحرفة.
وتابع الشيخ "الخامري" أن الدولة السعودية حفظها بأنها امتداد للدعوة الإصلاحية التي بعث الله بها أنبياءه ورسله، وتجسيدًا لدولة الإسلام التي بدأها رسول الله في المدينة، وتعاقب عليها الخلفاء الراشدون رضي الله عنهم أجمعين. فكان الهدف من قيامها إقامة العدل، ومكافحة الفساد الذي يُعَدُّ الإرهاب من أهم نتائجه ودواعيه، وعلى هذا الهدف توحدت القبائل العربية فيها وتآلفت.
وأردف: ويَعُدُّ المؤرخون عام 1157هـ / 1744م بداية التاريخ السعودي المؤثر في المنطقة؛ وهو تاريخ المعاهدة بين الإمام المصلح محمد بن عبد الوهاب رحمه الله، والإمام المجاهد محمد بن سعود رحمه الله، على نصره دعوة التوحيد، والدفاع عنها، والجهاد في سبيل نشرها نقية صافية، كما كانت في العهد النبوي الشريف، وفي القرون المفضلة، فقضت على الإرهاب والتناحر في الجزيرة العربية، ووحدت شعبها على ما كان عليه النبي وأصحابه الكرام رضي الله عنهم من اعتدال في الفطرة والخلق، وحب الخير للإنسان؛ إرضاء للرحمن، بالحكمة والموعظة الحسنة.
ولفت إلى أن الأئمة والملوك من آل سعود جعلوا المنهاج النبوي نصب أعينهم، يقتدون به في نشرِهم دعوة الرسل وجهادهم في ردع المعتدين؛ فوحَّدوا معظم الجزيرة العربية على ما وحّدها عليه رسول الله من توحيدِ اللهِ جلَّ جلاله بمعناه الشاملِ، التفصيلي الكامل، الذي يَستوجِبُ العملَ بما شرعه الله في جميع شؤون الحياة.
ولا تزال المملكة متمسكة برسالتها الخيرة، تعمل على نشر العدل في العالـم، وتضع يدها في يد العقلاء والمصلحين، وتنبذ الفساد بأنواعه والمفسدين، مؤكدًا أن المملكة في كل دولة عربية إسلامية ذات سيادة تامة، دينها الإسلام، ودستورها كتاب الله تعالى وسنة رسوله وموقف المملكة العربية السعودية من الإرهاب والعنف والتطرف في الحاضر امتداد لذلك الدور الطليعي النابع من عقيدة الإسلام، فقد واصلت حربها على الإرهاب بلا هوادة، وكان لها القدح المعلى في مكافحة الإرهاب والعنف والتطرف، وأسهمت في جميع الاتفاقيات والمعاهدات التي أبرمت بهدف اجتثاث الإرهاب من جذوره بشتى صوره وأشكاله، محليًا وإقليميًا ودوليًا.
ومن جانب آخر، قال مدير عام فرع الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمنطقة مكة المكرمة فضيلة الشيخ فؤاد بن سعود العمري، إن المملكة العربية السعودية تعد من أوائل الدول التي أولت التصدي لظاهرة الإرهاب اهتمامًا بالغًا على مختلف المستويات، وقامت بخطوات جادة في مكافحة هذه الظاهرة محليًا وإقليميًا ودوليًا وأسهمت بفعالية في التصدي لها وفق شريعتنا الغراء والأنظمة الدولية، ليجتمع العالم على أهمية مكافحة الإرهاب الذي طال وباله المملكة وعديد من دول العالم دون أن ينتمي لدين أو وطن.
وأبان "العمري": ومنذ أن وقعت المملكة على معاهدة مكافحة الإرهاب الدولي في منظمة المؤتمر الإسلامي خلال شهر مايو ۲۰۰۰م، وهي تواصل جهودها في استئصال شأفة الإرهاب بمختلف الوسائل، والتعاون مع المجتمع الدولي في جميع المحافل الدولية التي ترمي إلى الوقوف لمواجهة هذه الظاهرة واجتثاثها، وتجريم من يقف خلفها.
وأشار إلى أن المملكة كانت ولا تزال تذكر العالم في كل مناسبة محلية وإقليمية ودولية بخطورة هذه الظاهرة وخطورتها في زعزعة واستقرار أمن العالم، حيث قال خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - في كلمته التي ألقاها - أيده الله - خلال شهر رمضان الماضي: إن الإرهاب لا يفرق بين الحق والباطل، ولا يراعي الذمم، ولا يقدر الحرمات، فقد تجاوز حدود الدول، وتغلغل في علاقاتها، وأفسد ما بين المتحابين والمتسامحين، وفَرق بين الأب وابنه، وباعد بين الأسر، وشرذم الجماعات".
جاء ذلك خلال ندوة بعنوان "جهود المملكة في مكافحة الإرهاب" والتي نظمها فرع وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد بمنطقة مكة المكرمة -ممثلة في إدارة التوعية العلمية والفكرية- وأدار محاور اللقاء الشيخ حسن آل جار الله بجامع الراجحي بحي النسيم.