على مدار أكثر من خمسة عقود من العلاقات الرسمية بين المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان، استطاعت الدولتان التوصل إلى صيغ بناءة للتعاون، المُحَقِق لمصالحهما المشتركة، تقوم على الاستفادة مما يمتلكان من مقومات طبيعية واقتصادية متنوعة، في إطار من التكامل الفعّال، الذي يضاعف من مردود ومكاسب الفرص المتاحة في اقتصاد كل منهما.
وشهد التعاون بين الدولتين نقلة نوعية، خلال الزيارة الرسمية للسلطان هيثم بن طارق سلطان عمان إلى المملكة عام 2020م، تلبية لدعوة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، حيث حظى التعاون بين البلدين بإعادة هيكلة أطره؛ لينسجم مع أهداف "رؤية السعودية 2030"، و"رؤية عمان 2040"، واستغلال قطاعاتهما النوعية في تحقيق المصالح المشتركة.
ومن النتائج المهمة، التي تحققت خلال زيارة السلطان هيثم بن طارق إلى المملكة، توقيع البلدين مذكرة تفاهم لتأسيس مجلس التنسيق السعودي العماني؛ بهدف وضع رؤية مشتركة لتعميق واستدامة العلاقات الثنائية، ورفع مستوى التكامل بين البلدين، وقد انبثقت عن المجلس خمس لجان فرعية، هي: لجنة التنسيق السياسي، ولجنة التنسيق الأمني والعدلي، ولجنة التنسيق في مجالات الثقافة والإعلام والسياحة والتنمية الاجتماعية، ولجنة التنسيق في مجالات الاقتصاد والتجارة والصناعة، ولجنة التنسيق في مجالات الطاقة والاستثمار والبيئة والبنى التحتية.
وعقد المجلس اجتماعه الأول في العاصمة العمانية مسقط في نوفمبر 2023م، برئاسة مشتركة بين وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان، ووزير الخارجية العماني بدر بن حمد البوسعيدي، ومشاركة رؤساء اللجان الفرعية المنبثقة عن المجلس؛ ليمضي المجلس في تحقيق الأهداف والغايات المرجوة من تأسيسه، في تحقيق التكامل والشراكة بين البلدين، ومن مظاهر ذلك مشاركة المملكة، سلطنة عمان، الاحتفاء بيومها الوطني الـ 54 اليوم (الاثنين).