استيقظ العالم صبيحة يوم 6 فبراير الماضي على كارثة الزلزال المميت الذي ضرب تركيا وسوريا، وتسبب في مصرع أكثر من 51 ألف شخص، وإصابة ما يزيد على 120 ألفًا آخرين.
وفي حين تجمد البعض من هول الصدمة العاتية كانت السعودية من أوائل الفاعلين والمساهمين والداعمين للتخفيف من وقع المصيبة على البلدين الشقيقين؛ فسارعت إلى تقديم يد العون عبر كل الوسائل الممكنة.
وضربت السعودية المثل في الاستجابة الإنسانية السريعة، ومساعدة الدولة التركية على تجاوز الكارثة نظرًا لما تتمتع به الرياض وأنقرة من علاقات ثنائية، تقوم على أساس الأخوة التاريخية؛ بما يعكس الدور القيادي الذي تتمتع به السعودية في العالم الإسلامي.
وأظهرت السعودية تضامنها من خلال توجيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء - حفظهما الله -، مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية بتسيير جسر جوي، وتقديم مساعدات صحية وإيوائية وغذائية ولوجستية؛ لتخفيف آثار الزلزال على الشعبين السوري والتركي، وتنظيم حملة شعبية عبر منصة "ساهم"؛ لمساعدة ضحايا الزلزال في سوريا وتركيا.
وإنفاذًا لتوجيهات القيادة السعودية سيَّرت السعودية منذ وقوع الكارثة حتى شهر يونيو الماضي نحو 17 طائرة إغاثية مُحمَّلة بمئات الأطنان من المواد الإغاثية والإيوائية؛ لمساعدة أنقرة على تخطي الأزمة الإنسانية. كما أطلق مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية حملة شعبية عبر منصة "ساهم"؛ لمساعدة المتضررين من الزلزال في سوريا وتركيا. ووصلت قيمة التبرعات حتى اللحظة إلى (523.572.976) ريالاً، فيما بلغ عدد المتبرعين (3.395.010) متبرعين؛ ما يعكس المواقف السعودية النبيلة غير المستغربة التي تأتي امتدادًا للدور الإنساني للمملكة العربية السعودية بالوقوف مع المتضررين والمحتاجين في جميع أنحاء العالم بمختلف الأزمات والمحن.
ولم يتوقف الدعم السعودي غير المحدود عند هذا الحد؛ فقد تمكَّن مركز الملك سلمان من توفير خيام مؤقتة للمتضررين من الزلزال، وبناء 3 آلاف مبنى مؤقت للمنكوبين، كما وقَّعت السعودية عقود مشاريع لصالح متضرري زلزال تركيا وسوريا بأكثر من 183 مليون ريال (48.8 مليون دولار أمريكي). كما شاركت فِرق سعودية مدربة في البحث والإنقاذ جنبًا إلى جنب مع الفرق التركية؛ لرفع الأنقاض والبحث عن الناجين، ومساعدة المنكوبين، وتقديم الدعم اللازم من دواء وغذاء ورعاية صحية عاجلة.
وترجمة لدورها الرائد الإنساني، وجَّه مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية "أوتشا" الشكر للمملكة بعد تصدُّرها قائمة المانحين في الاستجابة لزلزال تركيا، ومساهمتها مع دول أخرى بمبلغ 268 مليون دولار أمريكي استجابة لنداء التمويل الإنساني البالغ مليار دولار في تركيا عقب الزلزال.
ولاقت "الفزعة" السعودية الإنسانية ترحيبًا كبيرًا من الحكومة التركية؛ إذ قدمت أنقرة شكرها لحكومة وشعب المملكة العربية السعودية على جهودهما الإغاثية والإنسانية التي قامت بها، وسرعة استجابتها لنداء الأخوَّة والإنسانية. وأوضحت الحكومة التركية أن الحصول على دعم وتضامن الدول الشقيقة أمر في غاية الأهمية في مثل هذا الوقت العصيب، وأن المملكة العربية السعودية واحدة من أولى الدول الداعمة.
كما ذكر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن السعودية على وجه التحديد من بين الدول التي قدمت وستواصل تقديم الدعم لتركيا في هذا الوقت الصعب، بحسب ما صرح به آنذاك.