

يرى الدكتور خالد بن عبد الله الهزاع أن احتفاء المملكة في الخامس من ديسمبر من كل عام بيوم التطوع السعودي العالمي؛ مناسبة تعبّر عن توجه وطني اختار أن يجعل من العمل التطوعي جزءًا أصيلًا من مسار التنمية، لا مجرد فعل خيري عابر.
وقال : لم يعد هذا اليوم حدثًا احتفاليًا فحسب، بل محطة سنوية لقراءة ما تحقق في العمل التطوعي ودوره المتنامي في دعم مستهدفات رؤية المملكة 2030، بعد انتقاله من مبادرات فردية متفرقة إلى منظومة منظمة تقوم على منصات وطنية وتشريعات واضحة وحوكمة فعّالة.
وأضاف "الهزاع" يفرض هذا التقدم انتقالًا موازيًا في طريقة النظر إلى التطوع؛ من التركيز على أعداد المتطوعين إلى الاهتمام بنوعية إسهامهم. فالسؤال اليوم لم يعد : كم عدد المتطوعين؟ بل: ما القيمة التي يضيفونها؟ المرحلة المقبلة تتطلب متطوعين يمتلكون مهارات تخصصية في مجالات مثل التحول الرقمي، وإدارة المشاريع، وتحليل البيانات، وإدارة المخاطر، بما يجعل جهودهم جزءًا من الحلول التنموية، لا مجرد مشاركة موسمية في الفعاليات.
وتابع ، تبرز أهمية هذا التوجه في ظل استعداد المملكة لاستضافة أحداث عالمية كبرى مثل كأس آسيا 2027، إكسبو 2030، وكأس العالم 2034؛ حيث ستشكّل هذه الاستضافات اختبارًا عمليًا لمدى جاهزية منظومة التطوع الوطنية للعمل وفق معايير احترافية في إدارة الحشود والخدمات اللوجستية والدعم التقني، وبما يعكس صورة المملكة أمام العالم ويُظهر مستوى جاهزية المتطوع السعودي وقدرته على العمل في بيئات متعددة الثقافات.
وأردف ، كما أعاد التطور التقني تشكيل مفهوم التطوع من خلال اتساع نطاق الفرص الرقمية والافتراضية، فبات التطوع الحديث قائمًا على المهارة والمرونة والعمل المنظم أكثر من اعتماده على الحضور الميداني فقط. وقد أظهرت الأزمات العالمية أن الأثر الحقيقي يتحقق عندما يرتبط العطاء بالتخطيط والمتابعة والحوكمة.
وختم الدكتور خالد الهزاع : إن يوم التطوع السعودي العالمي يرسل رسالة واضحة مفادها أن المملكة تبني نموذجًا جديدًا للعطاء، يربط بين التطوع والمسؤولية والتنمية، ويجعل المتطوع شريكًا في صناعة المستقبل، لا مجرد رقم في إحصائية سنوية.