"خيام وشماغ وكرم البادية".. شاهد قصة 40 يومًا استكشافية لفرنسيين في نفود الشمال

جولة رصدت مراحلها "سبق".. ودراسة تأثير الحرارة الجافة على الإنسان أحد الأهداف

وصل فريق فرنسي يضم 23 متطوعاً ومتطوعة إلى مدينة "جُبة" بحائل، بعد انطلاقهم من مدينة "سكاكا" شمال السعودية قبل 40 يوماً قطعوا خلالها 320 كلم مشياً على الأقدام، وقعت ضمن حدود محمية الملك سلمان بن عبدالعزيز الملكية بشمال المملكة.

ويهدف الفريق في رحلته إلى دراسة الحرارة الجافة في شمال المملكة العربية السعودية ومدى تحمل الإنسان لها وتحمله الحار الجاف خلال موسم الصيف.

وأكد رئيس الفريق الباحث والمستكشف الفرنسي كريستيان لـ"سبق"، أنه وفريقه درسوا تكيف الإنسان مع البيئة الحارة والتأثيرات على جسمه، بعد أن عاش الفريق في فرنسا في بيئة معتدلة إلى باردة.

وأضاف: "عاش الفريق طقوساً وطبيعة مختلفة خلال الصحراء القاحلة التي مروا بها ومدى تأثيرها على أجسامهم كبيئة جديدة على الأعضاء"، وأشار إلى أن "كل عضو من الفريق يسحب معه عربة تحتوي المعيشة والخيام سريعة البناء وجميع ما يحتاجونه خلال الرحلة".

وعن المصاعب التي واجهها الفريق، أشار"كريستيان" إلى أن من هذه المصاعب الحرارة العالية التي لم يتعودوا عليها، لاسيما أن رمال النفود تكون درجة الحرارة فيها أعلى من المواقع الأخرى، وكذلك كثرة الزواحف في طريقهم، وأهمها "الثعابين" التي تعيش في تلك الصحراء والتي لونها لا يختلف عن لون الطبيعة التي تعيش فيها مما يصعب رؤيتها.

وتابع: "الفريق بدأ يتعلم طريقة الحماية من تلك الثعابين وطريقة إسعاف أحدهم في حالة لدغه ثعبان؛ إلا أن ذلك لم يحدث".

وعن البرنامج اليومي لهم أشار إلى أن الفريق يبدأ مسيره وقت الفجر ويتوقف عند الساعة العاشرة صباحاً، ناصبين الخيام والمظلات للوقاية من حر الشمس حتى الساعة الخامسة عصراً، الوقت الذي به يستأنفون رحلتهم اليومية حتى الساعة السابعة مساءً للتوقف للنوم استعداداً لرحلة اليوم التالي.

وأكد رئيس الفريق، أن أبناء البادية القاطنين في المواقع التي يمرون بها يتلقفونهم لاستضافتهم، وبالرغم من عدم وجود لغة تواصل بين الفريق وأبناء البادية، كونهم لا يعرفون الإنجليزية ويتم التفاهم بلغة الجسد؛ إلا أنهم يكرمونهم بالطعام والقهوة.

وعن مدى رغبة أعضاء الفريق جميعاً في تكرار التجربة، أكد "كريستيان" أن الأعضاء متحمسون لتكرار التجربة، ووصف العيش في الصحراء بأنه يعطي الشخص الحرية، فلا شوارع تقيده في اتجاه مسيره، ولا محلات تسبب له صخب الإزعاج أو تقييد حريته في موقع ما.

وأكد أن الصحراء التي يمرون بها لم تكن خالية من الحياة، فكثيراً ما يرون آثار أقدام إما لأهل البادية أو لحيوانات أو زواحف توضح أن البيئة مناسبة للعيش.

وحرص أحد أعضاء الفريق على ارتداء الشماغ والعقال، وأشار لـ"سبق" إلى أنه أبدى إعجابه بالشماغ منذ وصوله لمحافظة جدة التي قدم من خلال مطارها، مشيراً إلى أنه ارتدى الشماغ طيلة فترة رحلتهم الـ40 يوماً بدلًا من قطعة القماش التي وضعها أعضاء الفريق على رؤوسهم خلال المسير.

وأكد فخره بارتدائه للشماغ والعقال اللذين يعتبران من الموروث الشعبي الذي حافظ عليه أبناء السعودية طيلة القرون السابقة.

وقام الفريق، خلال الرحلة البحثية، بعدة اختبارات علمية وعملية حول تأثير الحرارة على جسم الإنسان وعقله في مختلف الظروف الجوية القاسية في صحراء المملكة؛ وذلك بالتعاون مع جامعة الفيصل وبدعم من جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، ودعم هيئة تطوير محمية الملك سلمان بن عبدالعزيز الملكية.

ودرس الفريق أيضاً، خلال رحلتهم،عناصر محمية الملك سلمان بن عبدالعزيز الملكية المختلفة، والتي تعتبر أكبر المحميات البرية في الشرق الأوسط، بمساحة تزيد عن 130 ألف كيلو متر مربع؛ حيث تمتد المحمية بين أربع مناطق إدارية، وهي الجوف وحائل وتبوك والحدود الشمالية، وتشتمل على آثار مسجلة لدى اليونسكو والمتمثلة في منطقة جبة، حيث تعود لأكثر من 8 قرون قبل الميلاد.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org