مات والده وبقيت الوصية.. "ابن الفلوجة" حفظ القرآن وحوّل الجائحة لـ"نعمة" وعينه على "الجائزة"

دعم الأم عنوان لقصته وكان يحفظ كل أسبوع جزءًا.. شكر القيادة والقائمين على مسابقة الملك عبدالعزيز
 الشاب العراقي ابن الفلوجة عبدالله أحمد عبدالله
الشاب العراقي ابن الفلوجة عبدالله أحمد عبدالله
تم النشر في

في مشهد من المشاهد المشرقة التي تستحق التقدير، استطاع الشاب العراقي ابن الفلوجة عبدالله أحمد عبدالله، أن يخرج من رحم المعاناة التي جسّدتها وفاة والده وهو في عمر الزهور؛ حين بدأ في حفظ القرآن وهو لم يتعدَّ الخامسة عشرة من عمره، بعدما حدّثته أمه عن رغبة أبيه -قبل أن يتوفى إثر حادث أليم- في أن يحفظ ابنه القرآن؛ وها هو الآن يدخل غمار مسابقة الملك عبدالعزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم.

وفي التفاصيل، يقول "عبدالله" إنه وعى على هذه الدنيا فاقدًا لأبيه الذي كان إمامًا لمسجد في محافظة الأنبار بالعراق؛ إلا أن الفقد ولّد لديه إصرارًا لتحقيق حلم أبيه بحفظ القرآن الكريم.

وأضاف: "من العوامل التي ساعدتني في حفظ القرآن، جائحة كورونا؛ حيث كانت البداية في عام 2019م، وكان عمري 13 عامًا، بعدما أكسبتني الجائحة أوقات فراغ طويلة عملت والدتي على استثمارها، حين شاهدت إعلانًا عن البدء في استقبال الراغبين في الدخول في حلقة حفظ القرآن الكريم عبر الواتساب.

وتابع: "بالفعل قمت بالانضمام إلى حلقة الشيخ حامد ياسين، وفرّغت نفسي لحفظ القرآن، وكانت والدتي مهتمة جدًّا تراجع معي ما حفظته؛ حيث مثّلت أكبر دافع لي في تحقيق رغبة والدي -رحمه الله- لحفظي لكتاب الله".

وأردف: "كنت أحفظ كل أسبوع جزءًا كاملًا، وكانت والدتي مُلازِمة لي وتراجع لتثبيت الحفظ، وبالرغم من أن الحضور للحلقة أفضل من تعلم وحفظ القرآن عن بُعد؛ إلا أنه وسيلة مساعدة، ومع انتهاء فترة الحظر ساعدني شقيقي أيضًا لإيصالي يوميًّا إلى حلقة التحفيظ، وأتممت الحفظ في سن 15 عامًا، ولله الفضل والمنة".

وعن خوضه مسابقة الملك عبدالعزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم، قال عبدالله: "استعنت بالله وخضت اختبارات التلاوة، وأسال الله الفوز بالجائزة لتتويج جهود والدتي وتعبها معي طوال هذه السنين".

وفي ختام حديثه، قدّم المتسابق عبدالله الشكر والتقدير لوالدته ولكل من ساعده في حفظ القرآن الكريم من مشايخ، كما قدّم الشكر لخادم الحرمين الشريفين وولي العهد محمد بن سلمان والقائمين على مسابقة الملك عبدالعزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم، والتي تشرف عليها وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد؛ حيث قدّمت كل التسهيلات والخدمات منذ قدومنا إلى أرض المملكة في الرحاب الطاهرة مكة المكرمة، سائلًا الجميع الدعاء.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org