
دون تحديد أسماء إعلاميين أو أندية، يطالب الكاتب الصحفي محمد الخيبري وزيري الإعلام والرياضة بالتصدي لظاهرة التراشق الإعلامي والتعصب الرياضي، بعد أن انتشرت كثيرًا في وسائل إعلامنا، لافتًا إلى أن التراشق والتجاوز واستفزاز عاطفة الجماهير يظهر كسلوك جماعي نتج عن فعل وردة فعل لا نعلم من بدأ به أولاً، وأن التوتر وزيادة الاحتقان قد يبدد جمال المنافسة.
وفي مقاله "إلى وزير الإعلام ووزير الرياضة" بصحيفة "الجزيرة"، يبدأ الخيبري بالحديث عن الهدوء المعتاد للإعلام الرياضي أثناء فترة توقف المنافسات الرياضية في "أيام الفيفا" الدولية، ويبدي دهشته أن هذا لم يحدث عندنا، ويقول: "على غير العادة فقد اشتعل وسطنا الرياضي في هذه الفترة نظراً لاتساع رقعة الحوارات في مواقع التواصل الاجتماعي وارتفاع سقف حرية الطرح على الرغم من فرض القيود والرقابة على المتجاوزين إلا أنه وبكل أسف وجد البعض منفذاً آخر وثغرة شبيهة بالثغرات القانونية لاستغلالها لتنفيذ أجندة معينة هي بالأساس لاتخدم رياضتنا بشيء بل إنها تزيد من التعصب الرياضي (المقيت).. وبكل أسف امتهن بعض (الزملاء) الإعلاميين سياسة (استفزاز) عاطفة الجماهير المنتمية للأندية المنافسة للنادي المنتمي هو له خصوصاً في موقع التواصل الاجتماعي (X) وهو الأكثر كثافة وسخونة".
ويعلق "الخيبري" قائلاً: "لست بصدد تحديد أسماء إعلامية معينة أو ألوان نادٍ معين أو جمهور نادٍ معين لأن التراشق والتجاوز واستفزاز عاطفة الجماهير سلوك جماعي نتج عن فعل وردة فعل لا نعلم من بدأ به أولاً وتشكلت تلك (الهر طقات) داخل (حلقة مفرغة) تستمر بها التراشقات بشكل يومي ومستمر".
ويؤكد "الخيبري" أن "مسؤولية حفظ التوازن بالشارع الرياضي أراها تقع على وزيري الإعلام والرياضة لأن الصراع الإعلامي الجماهيري ليس بمصلحة لا الإعلام ولا الرياضة وخلق التوتر وزيادة الاحتقان قد يبدد جمال المنافسة والتي أولت حكومتنا الرشيدة جل اهتمامها برياضتنا وجعلت من أهم تطلعات (رؤية المملكة 2030) تطوير الرياضة على كافة الأصعدة".
ويضيف "الخيبري" قائلاً: "فـ(إلى وزير الإعلام ووزير الرياضة) أوجه رسالتي للحفاظ على ما تبقى من جمال رياضتنا والتي شوهها (التعصب الرياضي) وبعض التعاطي الإعلامي الموجه وتبني بعض البرامج الرياضية، لذلك التوجه الذي يخلق التوتر والاحتقان اللذين تغلغلا في المدرجات".
ويضيف "الخيبري" قائلاً: "على الرغم من تواجد الأصوات الإعلامية والجماهيرية النموذجية في مواقع التواصل الاجتماعي إلا أن ذلك الصوت لا يلفت الانتباه لأن الاهتمام بتلك الأصوات من المسؤولين في الاتحادات الرياضية والأندية والبرامج الرياضية وبقية وسائل الإعلام (معدوم) تماماً.. هذا الإهمال وإن لم يكن متعمداً فقد ساعد كثيراً على (أدلجة) عقول الجماهير التي تكون استجابتها سريعة نظراً لعاطفيتها وحساسية المنافسة والثقافة التشجيعية التي تعودوا عليها طوال الزمان ونظراً لجمال الرياضة والشغف والاهتمام من الجميع وعلى كافة الأصعدة".
وينهي "الخيبري" قائلاً: "الحفاظ على مبدأ التنافس الجميل وتغليبه على مصلحة الأندية والوقوف بمسافة واحدة من جميع الأندية وتطبيق الأنظمة واللوائح يجعل من الوسط الرياضي أكثر اتزاناً وواقعية ويحقق أهداف النقد البنّاء ويرفع من المستوى الفني للألعاب الرياضية ويجذب الأنظار العالمية لمنافساتنا والأهم من كل ذلك تحقيق أهداف رؤية حكومتنا الرشيدة"