برئاسة المملكة العربية السعودية، أقرّ اجتماع المجلس التنفيذي للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم "الألكسو"، في دورته الـ120، التي اختتمت أعمالها أمس في تونس، مشروعي الخطة الإستراتيجية للتعاون الدولي والشراكات وتنويع مصادر التمويل الذاتي للمنظمة، والخطة الإستراتيجية لتعزيز دور الإعلام والتسويق للمنظمة، اللذين يقران لأول مرة في تاريخ المنظمة، لتكمل "الألكسو" النقلة النوعية في عملها الإستراتيجي والتنفيذي، التي بدأتها مع تنفيذ مخرجات اجتماع مجلس التنفيذي 119 في العلا في يناير من العام 2022م.
ويأتي إقرار هذين المشروعين بعد 25 شهرًا من العمل المتواصل للمجلس التنفيذي لمتابعة تنفيذ مبادرات ورشة العمل التي عقدها في أكتوبر 2021م، ومخرجات اجتماع العلا في يناير 2022م، حيث تضمنت مخرجات ذلك الاجتماع تشكيل لجنة الشراكات وتنويع مصادر تمويل المنظمة ولجنة الإعلام والتسويق للمنظمة، تلا ذلك إصدار توصيات وقرارات من اجتماعات المجلس التنفيذي في دوراته 117 و118 و119 لحوكمة وتحقيق المخرجات، وهو ما أفضى إلى إقرار مشروعي الخطة الإستراتيجية للتعاون الدولي والشراكات وتنويع مصادر التمويل الذاتي للمنظمة، والخطة الإستراتيجية لتعزيز دور الإعلام والتسويق للمنظمة، وعدد من المشاريع في أوقات سابقة.
وفي مستهل الاجتماع أكد رئيس المجلس التنفيذي هاني بن مقبل المقبل إدانة المجلس ورفضه القاطع للحرب الوحشية التي يتعرض لها الفلسطينيون، واستمرار العدوان الإسرائيلي والاحتلال والتهجير القسري لسكان غزة، محملًا سلطات الاحتلال مسؤولية الجرائم المرتكبة بحق الشعب الفلسطيني ومقدراته، داعيًا في ذات الوقت المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤوليته وإنهاء الاعتداء.
وأوضح المقبل أن توقيت انعقاد الاجتماع يصادف مرور عامين ونصف على رئاسة المملكة للمجلس التنفيذي لـ"الألكسو"، حيث شكلت هذه الفترة قصة عمل مؤسسي عربي جماعي مشترك، ركزت على 4 أهداف رئيسة هي تقوية التواصل والحوار والتعاون بين المجلس والمنظمة، وإشراك أعضاء المجلس في مرحلة التحول وتوسيع نطاق مشاركتهم لتطوير آلية العمل، وتعزيز دور الأعضاء وإسهامهم ومشاركتهم في رئاسة وعضوية اللجان، إضافة إلى مأسسة العمل بين المجلس التنفيذي وإدارة المنظمة من خلال التخطيط وبناء الأجندة وإدارة المشاريع ومتابعة الإنجاز.
وأشار إلى أن اجتماع المجلس التنفيذي في دورته الحالية يشهد اكتمال تحقيق جميع مخرجات ورشة العمل التي عقدها المجلس في شهر أكتوبر 2021م، مما يؤكد نجاح رحلة التطوير المشترك، وذلك من خلال إقرار إستراتيجية التعاون الدولي والشراكات وتنويع مصادر التمويل الذاتي للمنظمة، وإستراتيجية تعزيز دور الإعلام والتسويق للمنظمة، إلى جانب ما اعتمده المجلس سابقاً مثل النظام الداخلي للمجلس التنفيذي وجائزة الألكسو.
وقال: "ما وعدنا به في رئاسة المجلس التنفيذي التزمنا به.. وواجبنا هو خدمة مصالح الدول في المنظمة، فالمنظمة أنشئت من أجل خدمة مصالح الدول أولًا ثم بعد ذلك ترعى الدول مصالح المنظمة في بلدانها"، مؤكدًا في ذات الوقت أن المملكة العربية السعودية كانت وستبقى داعمة وعاملة في كل ما هو ممكن لخدمة المنظمة.
وناقش المجلس التنفيذي لـ"الألكسو" في اجتماعه الأخطار التي تهدد القدس، والأوضاع التربوية والثقافية والعلمية في فلسطين وتأكيد أهمية الوقوف جنبًا إلى جنب مع الأشقاء في فلسطين ودعمهم في هذا الصدد .
وناقش الاجتماع الرؤية المستقبلية للمنظمة حول آلية عمل اللجان الدائمة.
يذكر أن المملكة العربية السعودية ترأس المجلس التنفيذي لـ"الألكسو" منذ شهر يوليو 2021م، فهي تعمل مع المنظمة للإسهام في تحقيق أهدافها، وهو ما يجسد اهتمام المملكة وريادتها في تطوير مجالات التربية والثقافة والعلوم؛ فقد كانت ولا تزال أحد المساهمين الرئيسين في عمل المنظمة ودعم الابتكار والإبداع، في مختلف المجالات.
وخلال عامين شهد دور المؤسسات الوطنية السعودية لدعم أعمال "الألكسو" ازديادًا مضطردًا وارتفاعًا في عدد الشراكات ومذكرات التفاهم وتنفيذ مبادرات ومشاريع نوعية، مثل عقد مؤتمر مستقبل منظمات التربية والثقافة والعلوم في شهر مارس الماضي بحضور أكثر من 100 منظمة دولية وإقليمية، والمؤتمر الدولي الأول للأمن الغذائي والاستدامة البيئية، في شهر مارس من العام 2022م، وبرنامج الموهوبين العرب مع مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع، وإطلاق المرصد العربي للترجمة، واختيار الدرعية العاصمة العربية للثقافة 2030م. وإطلاق برنامج تطوير أعضاء هيئة التدريس بالتعاون مع جامعة الملك فيصل.