شدَّد إمام وخطيب مسجد قباء المدير العام لمركز البيان لتدبر معاني القرآن بالمدينة المنورة، الشيخ صالح عواد المغامسي، على أن المطالبة بإنشاء كيان إسلامي في ظل غياب المملكة العربية السعودية بثقلها الديني والتاريخي والجغرافي لا يمكن أن يقوم، واصفًا السعي لتحييدها عن دورها التاريخي بأنه محال.
وأكد في هذا الصدد أن القائمين على قمة كوالالمبور الإسلامية لم يوفَّقوا، وأنهم أخطؤوا.. موضحًا أنهم "لو سلكوا طريق منظمة التعاون الإسلامي لكان خيرًا لهم".
وتحدث "المغامسي" ضمن برنامجه الأسبوعي على قناة mbc"الأبواب المتفرقة" اليوم عن واقع السنن العرفية لحكام المسلمين تعليقًا على القمة الإسلامية في ماليزيا، وقال: "إن القمة الإسلامية المصغرة في كوالالمبور نجد أن القائمين عليها أخطؤوا خطأين كبيرين: الأول أن الله يقول {وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا}. فهناك منظمة، هي سقيفة ومظلة لدول العالم الإسلامي كله، اسمها منظمة التعاون الإسلامي".
وأشار إلى أن نظامها لا يمنع أن تنادي دولة ما من الدول الإسلامية بالدعوة إلى قمة استثنائية عن طريق منظمة التعاون الإسلامي. مستدركًا في هذا الصدد: "لكن قمة كوالالمبور تجاوزت منظمة التعاون الإسلامي؛ فلم تأتِ البيت أو السقيفة من بابها، وإنما أحدثت فجوة في الجدار، وأبقت الباب مغلقًا؛ فزادت الأمر سوءًا على سوئه".
وأضاف: "كان بإمكانهم أن يكون هذا المؤتمر من خلال منظمة التعاون الإسلامي، التي هي المظلة للعمل الإسلامي المشترك منذ أن أُنشئت، ولم يخرج أحد من القادة أو الدول عن سياقها إلا في قمة كوالالمبور، هدى الله القائمين عليها إلى الحق".
وتابع "المغامسي": "لا يُتصوَّر عقلاً ولا نقلاً أن يقام كيان إسلامي، يُراد منه بعث الأمة من مرقدها، والمملكة العربية السعودية التي هي حامية لحمى الحرمين الشريفين، وراعية لهما، وقائمة بخدمة الحجاج، أن تكون غائبة عن هذا الكيان".
وأردف: "هذا الكيان الذي دُعي إليه في كوالالمبور لا يخلو من أحد غرضين: إما أريد منه تحييد المملكة العربية السعودية عن دورها التاريخي، فإن كان هذا هو المراد فإنه محال. وإن كان القصد بناء كيان مؤسس جديد للعالم الإسلامي فلا يمكن أن يكون قائمًا مع غياب ركنه الأعظم".
وقال الشيخ "المغامسي": "كتب الله أن شبه جزيرة العرب هي الموئل الأول للإسلام وللعروبة. والله جعل العرب مادة للإسلام، وهم القائمون به أولاً وأخيرًا، وغيرهم تبع لهم؛ وهو ما يجعل المطالبة بإنشاء كيان إسلامي في ظل غياب المملكة العربية السعودية بثقلها الديني والتاريخي والجغرافي لا يمكن ان يقوم".
وخلص الشيخ المغامسي إلى القول: "إن القائمين على قمة كوالالمبور الإسلامية لم يوفَّقوا، لا في أول الأمر ولا في آخره، ولا في الدعوة إليه، ولا فيما يراد منه". مؤكدًا أنهم "لو سلكوا طريق منظمة التعاون الإسلامي لكان خيرًا لهم".