يشكّل مركز البرزة بمحافظة خليص التابعة لمنطقة مكة المكرّمة، لوحةً جمالية استثنائية في عمق الطبيعة الخضراء؛ وخاصة عقب هطول الأمطار التي شهدتها المنطقة أخيراً؛ وصنعت الجمال عبر الشلالات والبحيرات والأعشاب والأشجار والأراضي التي تكتسي بالخضرة ومظاهر الحياة البرية الآسرة.
وتتميز "البرزة" التي تبعد مسافة 120 كيلو متراً إلى الشمال الشرقي من محافظة جدة؛ بموقعها الإستراتيجي، حيث اشتهرت قديماً كمركزٍ للبيع والشراء وذلك لقربها من مدينة مكة المكرّمة، كما أنّ سوقها القديم ودكاكينها الطينية، تأتي لتكون بمكانة ملتقىً للتجار، يتبادلون من خلاله تجارتهم وصفقاتهم الخاصة.
ويمر الطريق المؤدي إليها بهدى الشام، والجموم؛ وعرفت بالزراعة، بوجود ما يزيد على مائة مزرعة؛ تعتمد في سقيها على مياه الآبار السطحية، وكانت المياه تُستخرج بوساطة الآلات القديمة "السواني" حتى توافرت الآلات الحديثة لاستخراج المياه، مما يجعل "البرزة" تكتسي طابعها الجمالي وروعتها الجاذبة.
كما أوجدت الأمطار عقب هطولها البحيرات والجداول المائية بمركز البرزة؛ مما دفع الزوار والمتنزهين على زيارة المكان للاستمتاع بالأجواء الاستثنائية التي يصحبها عليل الهواء واستقرار الطقس، وخاصة من قبل عشاق الأجواء الشتوية؛ في حين يجري بالبرزة وادي غران الذي تجذب ضفافه الزوار للاستمتاع بجماليات المناظر التي يرسمها بطبيعته الرائعة.