قال المحلل السياسي يحيى التليدي: بكاريزما القائد الملهم، المستوعب للمستقبل قبل أي حاضر، والمتكئ على ماضٍ متجذر في التاريخ والقوة والسيادة، وبوضوح حجة وقوة منطق، تحدّث سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في لقائه الأخير مع كبير المُذيعين السياسيين في محطة "فوكس نيوز" الأمريكية، بريت باير، من مدينة "نيوم".
وتفصيلاً، وصف "التليدي" حديث ولي العهد بأنه جاء "واضعًا النقاط على الحروف بكلام يمكن وصفه بالتاريخي الاستثنائي، لا للسعودية فحسب، بل للعالمين العربي والإسلامي والعالم أجمع".
وأضاف : إن التحولات الكبرى التي شهدتها السعودية حولت عناصر القوة لديها من كامنة إلى فاعلة، ليس في المشروعات والرؤى الداخلية بل أيضًا في سياساتها الخارجية، بدأت السعودية في ترتيب الأوضاع بالمنطقة ومهَّدت الطريق لتوافقاتٍ سياسية فاعلة تتجاوز كل الخلافات التي كانت قائمة، وتضمن مصالح جميع الأطراف، وتمنح فرصًا أقوى لمستقبل أفضل للمنطقة".
وزاد: "هذا العمل الاستثنائي والتاريخي الذي تقوم به السعودية في المنطقة اليوم، والتأثير الحكيم والذكي في توازنات القوى إقليميًا ودوليًا أصبح محل إجماع وتقدير دوليين، يؤكد ذلك وساطتها الفاعلة في الأزمة الأوكرانية، القيادة السعودية تُدرك بأن الواقعية والعقلانية ولغة المصالح المشتركة هي من تنتصر دائمًا".
واستدرك: "الأكيد والثابت في السياسة السعودية أنها تنأى بنفسها عن معارك المحاور والاستقطابات أو تقوية تحالفات على حساب أخرى، ولكن قدرها دومًا بما تمتلكه من مكانة استراتيجية في العالمين العربي والإسلامي وثقل اقتصادي في المنطقة والعالم أن تكون البوابة الرئيسية لمد جسور التعاون مع الشرق كما الغرب".
وأشار "التليدي" إلى أن التحوّل الكبير في قطاع الرياضة العالمي هو ما وعته المملكة بمنهجية وعمق من خلال رؤية "السعودية 2030" التي تهدف أن تكون الرياضة رافدًا أساسيًا لتنويع مصادر الدخل. يؤكد ذلك ما ذكره سمو ولي العهد في ردّه على الاتهامات بـ"الغسيل الرياضي" بقوله: "إذا كان الغسيل الرياضي سيزيد الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 1% فسأستمر في ممارسة الغسيل الرياضي".
واختتم بالقول: "المشروع الرياضي السعودي انطلق من حيث انتهى الآخرون تنظيمًا واستثمارًا، وهذا الإنفاق التوسعي على الأندية وجلب اللاعبين العالميين يأتي ضمن مفهوم اقتصادي ومالي واستثماري سيغير قواعد اللعبة في صناعة الرياضة عالميًا في ظل وجود عقلية جديدة وفكر مختلف وخطة طموحة ومنهجية جريئة ولن يلفت الانتباه إلى تلك الأصوات الحاقدة التي تسعى إلى إفشال هذا المشروع".