أنت موظف أم رجل أعمال؟.. كاتب سعودي يكشف الحقيقة التي لا يتعلمها شبابنا في المدرسة

الكاتب الصحفي فهد الأحمدي
الكاتب الصحفي فهد الأحمدي

يطالب الكاتب الصحفي فهد الأحمدي بتعليم أبنائنا وشبابنا كيف يصبحون رواد أعمال يبنون المشاريع ويؤسسون الشركات ويوجدون الوظائف، ويحصدون الثروات ويوظفون غيرهم؛ مُبديًا أسفه ودهشته أن مدارسنا لا تعلم هذه الأمور ولا تبني هذا في شخصيات أطفالنا؛ مؤكدًا أن الأثرياء ليسوا "طبقة فاسدة" كما يخطر على بال معظمنا، بل هم عصاميون اجتهدوا حتى صنعوا الثروات.

القليل من الأثرياء بيننا

وفي مقاله "الحقيقة التي لا تتعلمها في المدرسة" بصحيفة "الاقتصادية"، يقول الأحمدي: "في أمريكا تشـير الإحصائيات إلى أن 10% من الشعـب يملك 90% من ثروات البلاد. أما على مستوى العالم فتبلغ النسبة حدًّا مخيفًا حيث يملك 1% من الأغنياء 99% من مجمل ثروات العالم!".

الأثرياء ليسوا فاسدين

ويعلق "الأحمدي" قائلًا: "أصحاب النسب الصغيرة ليسوا "الطبقة الفاسدة" كما يخطر على بال معظمنا؛ بل هم العصاميون الذين يبنون المشاريع ويؤسسون الشركات ويوجِدون الوظائف.. هم (رواد الأعمال) الذين يجمعون المال ويحصدون الثروات ويوظفون خريجي الجامعات. فكر بأي شركة كبيرة وناجحة، تجد خلفها شخصًا مستقلًّا أسَّسَ عمله بنفسه، مثـل (سليمان الراجحي، هنري فورد، كارلوس سليم، وبيل جيتس)، ووظّف بالتالي آلاف (الخريجـين) الذين تربوا على فكرة البحث عن وظيفة يوفرها شخص آخر.. الفرق بين الموظفـين ورواد الأعمال، أن الفئة الأولى جاهلة بفنون الاستثمار ولا تعرف غير البحث عن (وظيفة)؛ في حين تعرف الفئة الثانية كيف تجمع المال وتوظـف (غيرها) لجمع مزيد منه".

الحقيقة التي لا تتعلمها في المدرسة

ويكشف الكاتب عن الحقيقة التي لا يتعلمها شبابنا في المدرسة، ويقول: "لا أحاول إقناعك بالاستقالة من وظيفتك، بل إخبارك فقط لماذا لا يصبح البعض ثريًّا رغم شهادته الكبيرة ومهنته الرائعة. (الحقيقة التي لا تتعلمها في المدرسة) هي أن الأنظمة التعليمية تُخرّج موظفين متعلمين يحتاج إليهم سوق العمل، وليس رواد أعمال ومستثمرين يستقلون بأعمالهم ويؤسسون مشاريعهم ويبنون ثرواتهم الخاصة".

ماذا تريد أن تكون؟

ويتساءل "الأحمدي" عما تريد أن تكون، ويقول: "إن كان في عمرك متّسعٌ من الوقت، حدد بسرعة هـل ستكون ضمن الـ1% الذين يوجدون الوظائف، أم الـ99% الذين يبحثون عمن يوظفهم؟.. مشكلة الـ99% من الناس أنهم يفكرون كثيرًا في المال، لكنهم لا يعرفون كـيف يجمعونه فعلًا. جمع المال وصنع الثروة ليس تخصصهم أو هدفهم الأول، (كما هو مثلًا لدى المستثمرين ورجال الأعمال)".

الثراء بين الحلم والواقع

ويعلق الكاتب قائلًا: "الثراء من أحلام اليقظة التي يشترك فيها جميع الناس، لكن (الاستثمار وصنع الثروة) واقع مختلف ومهارة استثنائية لا يجيدها معظم الناس. لا ألومك إن كنت موظفًا؛ لكنني أخبرك مقدمًا بأن الوظيفة تحبسك داخل (أحلام اليقظة)، ومن الخطأ الاعتماد عليها حتى سن التقاعد دون إيجاد مصادر مالية رديفة.. يقول "جاك ما" (أغنى رجل في الصين): الوظيفة قد تحميك من الفقر، لكنها لا تجعلك ثريًّا. لم أر في حياتي موظفًا ثريًّا إلا وكان موظفًا فاسدًا".

لا نعلم أطفالنا كيف يصبحون رواد أعمال

ويُبدي "الأحمدي" دهشته أننا لا نعلم أطفالنا كيف يصبحون رواد أعمال، وينهي قائلًا: "يقول الفقير إلى الله (كاتب هذا المقال): أليس غريبًا أننا نعلّم أطفالنا كيف كان العرب يتحدثون في الجاهلية، ونتجاهل عيشهم في جاهلية استثمارية تعـيقهم عن جمع المال وتأسيس أعمالهم الخاصة؟!".

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org