الفَرْق بيننا وبينهم كبير وعظيم؛ لأننا في القمة، بينما هم في القاع، وكل مَن حولنا يشهد بأننا صادقون في أقوالنا وأفعالنا، وأنهم كاذبون في أقوالهم وأفعالهم، وأننا نتجه نحو طريق الخير والفلاح فنعلو ونرتقي، بينما هم يسلكون طريق الشر فينحدرون إلى الهاوية.
الفَرْق بيننا وبينهم أننا نحكم بلدنا بأنفسنا، ونحافظ على أمننا بسواعد أبنائنا، بينما يحكمهم الإرهابيون والمشردون وأعداء الشعوب، ويحافظ على أمنهم جنود الاحتلال وقوى الشر، وأصبح أبناء البلد الحقيقيون غرباء في بلدهم الذي أعاد إليه حكامهم الاستعمار، بعد أن حرره أجدادهم بأرواحهم ودمائهم.
الفَرْق بيننا وبينهم أننا نعمِّر الأرض في كل مكان بينما هم يهدمون، ونسعى إلى توحيد الأمة وهم يفرِّقون، ونحاول أن نستغل أموالنا لنشر الأمن بين الشعوب، بينما هم اعتادوا على دفع الأموال للإضرار بالأوطان والشعوب.
الفَرْق بيننا وبينهم أننا نقدِّم للشعوب المتضررة كل العون والمساعدات الغذائية والمالية لتجاوز محنتهم، بينما هم يبعثون أسلحة الدمار والتشريد؛ فبدلوا حياة كثير من الدول من السعادة إلى الشقاء، ومن الغنى إلى الفقر، ومن الصحة إلى المرض، ومن الأمن إلى الخوف.
الفَرْق بيننا وبينهم أننا نحافظ على عروبتنا، ونسعى إلى توحيد صفوفها، بينما هم انسلخوا منها، ويسعون إلى إفساد علاقاتها ببعضها، وتدمير وحدتها.
نحن بفضل من الله، ثم بتوجيه قيادتنا الرشيدة، الذين نذروا أنفسهم خُدَّامًا لبيت الله الحرام، ولمسجد رسوله -صلى الله عليه وسلم-، وبسواعد أبنائنا نجحنا في تنظيم أكبر تجمع في العالم، ضم أكثر من مليونين ونصف المليون مسلم، جاؤوا لأداء فريضة الحج في مكان واحد وزمن واحد، فأدوها بكل طمأنينة ويُسر وسهولة وأمن وأمان، ثم ترتفع أصواتهم عبر وسائل إعلام مأجورة للتقليل من هذا النجاح الذي شهدت له كل دول العالم، بينما هم يسعون إلى التضليل وتزييف الحقائق لأهداف شريرة ونوايا سيئة.
وبعد هذا كله يتأكد لنا أن الفَرْق بيننا وبينهم كبير، وأنهم سينتظرون مئات السنين؛ ليصلوا إلى أولى خطوات النجاح الذي حققناه، وسنردد قول (البدر) "فوق هام السحب.. وإن كنتِ ثرى فوق عالي الشهب... يا أغلى ثرى مجدك لقدّام.. وأمجادك ورا وإن حكى فيك حسادك ترى ما درينا بهرج حسادك أبد.. أنت ما مثلك بها الدنيا بلد".