يطالب الكاتب الصحفي محمد حميدان شركة "سواني" و"نوق" المختصة بمنتجات حليب الإبل، أن يتم طرح منتجاتها بأسعار مناسبة للمستهلك العادي، ومطابقة للمواصفات القياسية السعودية ومنافسة في أسعارها لمنتجات الألبان البقرية المسيطرة حاليًا على السوق المحلي دون تعارض مع الاستمرار في إنتاج المنتجات الفاخرة العالية الجودة المناسبة للمستهلك الباحث عن جودة عالية، مؤكدًا أن الاستجابة لذلك المطلب ستنعكس بالإيجاب على المستهلك العادي في السوق المحلي وعلى زيادة صادرات المملكة من الحليب ومشتقاته وعلى أرباحها، وسيكون لها دور مهم في دعم الحفاظ على التراث الوطني باعتبار أن الإبل جزء أصيل من ثقافة المملكة.
وفي مقاله "منتجات الحليب.. بين الإبل والبقر" بصحيفة "الرياض"، يقول "حميدان": "وفق صندوق الاستثمارات العامة في توجهه للاستثمار في منتجات حليب الإبل، فهو استثمار ناجح كيف ما كان في ظل تملك ذلك الاستثمار لجميع العوامل التي تعزز من فرص النجاح وتقلل المخاطر، ومنها الوفرة في المنتج، فبالرجوع إلى الإحصائيات لعام 2022 نجد أن عدد الإبل في المملكة يصل إلى 2 مليون رأس، وهو عدد كبير مقارنة بعدد الأبقار المقدر 310 آلاف رأس، وهذا يرجح إنتاجية الإبل على الأبقار والتي يمكن التدليل عليها بإحصائية اطلعت عليها في 2023 مصدرها اللجنة الوطنية لمنتجي الألبان في اتحاد الغرف السعودية، تتضمن أن إنتاج الحليب في المملكة بلغ أكثر من 7 ملايين لتر يوميًا، ويتم تعبئة أكثر من 18 مليون عبوة يوميًا، وتقوم أكثر من 10 آلاف شاحنة بنقل وتوزيع تلك المنتجات بشكل يومي، على متاجر بيع التجزئة التي تستقبل المنتجات بشكل يومي والتي قدرت الدراسة عددها بحوالي 38 ألف متجر، وبلغ عدد السعوديين العاملين 10500 في شركات الألبان الطازجة، وأكثر من 7 مليارات ريال مساهمة في المحتوى المحلي.. ومنها أيضًا قدرة منتجات حليب الإبل على المنافسة في الطعم وفي النواحي الصحية، فكما هو معلوم أنه يحتوي على كميات أعلى من الحديد، والكالسيوم، والبوتاسيوم، والسيلينيوم، بالمقارنة مع حليب البقر، وهو أقل تسببًا في الحساسية التي يعاني منها بعض الأشخاص بسبب بروتينات حليب البقر".
ويؤكد "حميدان" أنه ليس ضروريًا أن تكون أسعار المنتجات مرتفعة لتحقق أرباحًا مرتفعة، ويقول: "حرصت على متابعة استثمار الصندوق في منتجات حليب الإبل بدءًا بتأسيس شركة «سواني» التي تهدف لتمكين نمو قطاع منتجات حليب الإبل ثم تدشين أول متاجرها تحت العلامة التجارية «نوق»، وما زلت متابعًا كمستهلك يتطلع إلى مشاهدة عبوات الحليب واللبن وغيرهما من منتجات حليب الإبل في الصدارة بثلاجات وعلى أرفرف متاجر بيع التجزئة بأسعار منافسة لأسعار بقية المشتقات من حليب الأغنام أو البقر، وأجزم أن تطلعي ذلك سيكون إضافة مربحة فليس ضروريًا أن تكون أسعار المنتجات مرتفعة لتحقق أرباحًا مرتفعة، فكثير من المنتجات وخصوصًا منها المنتجات الغذائية ذات الأسعار الرخيصة تحقق أرباحًا مليارية والمشروبات الغازية والمقرمشات ورقائق البطاطس خير مثال على ذلك".
وعن سعر الحليب، يقول الكاتب: "أنا كمستهلك أشتري لتر حليب البقر بسعر متوسطه 6 ريالات، في حين أشتري اللتر من حليب الإبل بمتوسط يصل 20 ريالاً، والمتوسط وهنا يعني السعر الأوسط لنفس الكمية المباع في السوق من قبل شركات متعددة.. إن السوق المحلي واضح المعالم واحتياجات المستهلك فيه بسيطة، أهمها الجودة والسعر الملائم، كما أن المنافسة فيه غير خطرة في ظل حجم الطلب الكبير الذي يشكل نحو 60 % من إجمالي السوق الخليجي، كما أن صادرات المملكة من الحليب ومشتقاته تتنامى عامًا بعد عام وزادت عن 30 % من مجمل الإنتاج الذي يفيض عن حاجة المملكة بعد تحقيقها الاكتفاء الذاتي بنسبة بلغت 118 % بالنسبة لمنتجات الألبان".
وينهي "حميدان" مطالبًا بخفض أسعار حليب الإبل، ويقول: "يدفعني كل ما أوردت سابقا إلى أن أتطلع كمستهلك لخطوة أو مبادرة من قبل شركة سواني ونوق المختصة بمنتجات حليب الإبل، وهي منتجات عالية الجودة ومتنوعة تشمل إضافة للحليب واللبن الزبدة والقشطة والأجبان، يتم من خلالها طرح منتجات مناسبة للمستهلك العادي مطابقة للمواصفات القياسية السعودية ومنافسة في أسعارها لمنتجات الألبان البقرية المسيطرة حاليًا على السوق المحلي دون تعارض مع الاستمرار في إنتاج المنتجات الفاخرة العالية الجودة المناسبة للمستهلك الباحث عن جودة عالية، وأرى أن استجابتها لذلك التطلع ستنعكس بالإيجاب على المستهلك العادي في السوق المحلي وعلى زيادة صادرات المملكة من الحليب ومشتقاته وعلى أربحاها، وسيكون لها دور مهم في دعم الحفاظ على التراث الوطني باعتبار أن الإبل جزء أصيل من ثقافة المملكة".