أطلقت جمعية "مكنون" لتحفيظ القرآن الكريم بالرياض، مساء اليوم؛ مبادرة الاحتفاء بـ37 طالبًا توّجوا تجربة التعليم "عن بعد" بحفظهم كتابَ الله كاملًا، وذلك في غضون شهر واحد فقط، وذلك بإطلاقها وسم #الخاتمون_الصغار، وبمشاركة عدد من نخبة المجتمع بمقاطع جمعتهم بالمُحتفى بهم.
وعن تفاصيل المبادرة، قال المشرف العام على برنامج "الرياحين" خالد بن عابر العنزي لـ"سبق": إن "فكرة الاحتفاء عن بعد بالخاتمين لكتاب الله، جاءت مشاركةً لفرحة من ألبسوا والديهم تاجَ الوقار، وتمكّنوا من حفظ كتاب الله كاملًا، من بين 1500 طالب وطالبة، ولم يتجاوزوا سن 12 عامًا".
وأضاف: "تكمُن المبادرة التي لمسنا أثرها في نُفوس المحتفى بهم، بتواصل أحد سفراء (مكنون) من نخبة المجتمع مع الطالب؛ لتقديم التهنئة له والدعاء له، وتحفيزه بكلمات إيجابية، وكذلك سماع بعض من تلاوته، والمشاركة بهذه المقاطع الجميلة عبر وسم #الخاتمون_الصغار".
وتابع "العنزي": "بفضل الله حظينا بتفاعل كبير جدًّا من مختلف شرائح المجتمع، من دعاة ورجال أعمال، ولاعبِي كرة قدم، وإعلاميين، ومؤثرين، وأسهم ذلك في تحوّل الوسم الخاصّ بها في بداية انطلاقتها إلى كرنفال واحتفاء بهيج وجميل بالمحتفى بهم، وكأنّ الجميع في مكانٍ واحدٍ، وليس عن بُعد.
وعن تجربة التعليم "عن بُعد"، قال: "نحمد الله أنْ مَنّ علينا بإتمام هذا البرنامج الذي طُبّقت فيه تجربة التعليم عن بعد، واشترك بها أكثر من 1500 طالب وطالبة، واحتفلنا -ولله الحمد- بإتمام 37 طالبًا حفظ كتاب الله كاملًا، وجميعهم من طلاب المرحلة الابتدائية".
وتابع: "كان هناك تخوُّف في بداية تجربة التعليم الافتراضي، ولاسيما أن طلابنا يختلفون عن بقية طلاب التحفيظ، باعتبار أن أكبرهم لم يتجاوز 12 عامًا، وجميعهم في مرحلة التمهيدي والابتدائي، وقد يكون تعاملهم مع التقنية صعبًا، والتعليم اليومي لهم أصعب، ولكن -ولله الحمد- شاهدنا نماذج تثلج الصدر وبينهم تنافس كبير على تعلم كتاب الله".
وعن العمل المبذول في البرنامج، قال "العنزي": "لدينا أكثر من 1500 طالب وطالبة يتعلّمون خلف الشاشات التقنية، وأكثر من 160 معلّمًا ومعلّمة، وأكثر من 20 مشرفًا تعليميًّا يتابعون سير العمل، واستطعنا -ولله الحمد- تعليم وتسميع ما يقارب 3 آلاف وجه من القرآن يوميًّا".
وواصل حديثه بقوله: "في المحن تظهر المنح، وقادتْنَا هذه التجربة لفكرة قادمة حتى مع زوال الغمّة وعودة الحياة الطبيعية، تكمن في إطلاق (برنامج الرياحين) بصورة افتراضية لجميع أنحاء العالم، وبِطاقةٍ استيعابية لأكثر من عشرة آلاف مشترك؛ وذلك بعد أنْ سجلت التجربة نجاحًا فاق التوقُّعات ولله الحمد".
ومضى قائلًا: "هذا الإنجاز الذي تُوّج بحفظ 37 طالبًا لكتاب الله (في تجربته الافتراضية) لم يكن بالشيء السهل، بل كان خلفه معلمون محتسِبون، وأولياء أمور متأمّلون، وطلاب صابرون، ودعم سخي من جمعية (مكنون)، ووزارة الشؤون الإسلامية، وما ذاك إلا بعد توفيق الله وحده، ليضاف للإنجاز السابق الذي تَحقَّق بتخريج أكثر من 190 حافظًا لكتاب الله، وجميعهم من المرحلة الابتدائية".
يُذْكَر أنّ برنامج "الرياحين" كان قد انطلقت مسيرته عام 1425هـ بـ18 طالبًا فقط، قبل أن يحتضن أكثر من 1500 طالب وطالبة عبر 18 فرعًا للبنين والبنات في منطقة الرياض، وينتمي له طلاب من أكثر من 35 دولة عربية وآسيوية وأوروبية وأمريكية، ويمثل السعوديون منهم 70%، بينما عدد غير الناطقين باللغة العربية بلغوا 5%.