أشاد المحلل السياسي والخبير في الشأن الإيراني، دكتور "نبيل العتوم"، بقرار واشنطن التخلي عن الاتفاق النووي الذي وقّعته قوى غربية مع إيران قبل نحو 3 سنوات، مؤكدًا أنه "قرار تاريخي للمنطقة وللعالم بأسره"، ويدعم طموح الشعب الإيراني في تغيير نظامه الحاكم.
وفي سياق تعليقه على الانسحاب الأمريكي قال "العتوم" لـ"سبق": "القرار من شأنه الإجهاز على النظام الإيراني الدموي، الذي منذ وصوله ينشر الدمار والموت وعدم الاستقرار في المنطقة، وينتهج استراتيجية التدخل والعبور إلى المنطقة بحثًا عن موطئ قدم. ونأمل أن يثني هذا القرار طهران عن محاولاتها الهدامة، واللعب باستقرار وأمن دول المنطقة".
ردع إيران
وأكد المحلل السياسي أنه سوف يكون لهذا القرار أهمية في ثني وردع إيران عن العبث في المنطقة، وذلك من خلال 3 محاور:
1- وقف إيران عن تسريع برنامجها الصاروخي الذي تعهدت من خلاله برفع إنتاجها من الصورايخ بنسبة ثلاثة أضعاف، كما أعلن ذلك حسين سلامي نائب قائد الحرس الثوري.
2- معالجة ثغرات الاتفاق النووي فيما يتعلق ببند التفتيش المفاجئ، ومراقبة أكثر تشددًا، ومنع إيران من الانتقال إلى عسكرة برنامجها بعد عام 2025م.
3- وقف التدخلات الإيرانية العبثية والدموية من خلال مداخل الأزمات الإقليمية، ومحاولة بناء مجال حيوي تمهيدًا لما يسمى بناء إمبراطورية إقليمية عظمى بحلول 2025م.
وأضاف: نأمل بأن يردع ذلك إيران عن دعم الإرهاب، ومحاولة بناء ما يسمى المليشيات الموازية، ولاسيما في العراق من خلال مليشيات الحشد الشعبي، وفي سوريا من خلال إنشاء 31 مليشيا، وأيضًا من خلال دعم الحركة الحوثية الإرهابية التي تهدد الأمن الإقليمي برمته، وتزويدها بالسلاح الصاروخي متوسط المدى، وإطلاقه على السعودية. وهذه كلها معطيات تشي بأن إيران دولة تسعى إلى عدم الاستقرار الإقليمي. وضمن النظام السياسي الحاكم الحالي لا نبني الكثير من الآمال على علاقات مع هذه الدولة التي عاثت خرابًا وفوضى منذ انتصار الثورة الإسلامية حتى الآن.
وبيَّن "العتوم" أهمية هذا القرار على المستوى الداخل الإيراني بقوله: هذا القرار سوف يدعم طموحات الشعب الإيراني في التغيير، وسيصب في مصلحتهم بضرورة مواجهة هذه الممارسات العدوانية، ويثني النظام الحاكم عن ممارسة سياسة توسعية هدامة على حساب التنمية والازدهار والعدالة الاقتصادية داخل إيران؛ فالنظام أنفق الكثير من مدخرات الشعب الإيراني على نشر الفوضى والتخريب في المنطقة.
رسالة أمريكية
وأشار المختص بالشؤون الإيرانية إلى الرسالة التي حاولت الولايات المتحدة إيصالها للقوى الغربية: ما حدث هو رسالة واضحة للدول الضامنة للاتفاق النووي، وفي مقدمتها روسيا والصين ودول الاتحاد الأوروبي، التي باتت تنظر من خلال زاوية اقتصادية بحتة في علاقاتها مع إيران، دون مراعاة للتطورات الإقليمية، ودور طهران كأحد معاول الهدم في المنطقة.
وتابع: بالتالي إذا كانت هذه الدول جادة في إقامة علاقات سوية مع دول المنطقة فعليها أن تردع إيران عن التدخل في الشأن الداخلي للدول الإقليمية، ومحاولاتها المتكررة بناء ترسانة صاروخية بهدف الاعتداء على الدول العربية، وحتى على الأمن العالمي؛ لأن إيران تسعى لإنتاج صورايخ بعيدة المدى، كما أعلن ذلك محمد علي جعفري بأن الصواريخ الإيرانية باتت تستطيع الوصول لأوروبا ومناطق عديدة، وأيضًا دعم إيران الإرهاب، ومحاولات الحرس الثوري بناء المليشيات الموازية والخلايا النائمة؛ فكل ذلك أثر على أمن أوروبا من خلال دخول إيران إلى بوابة الأزمات الإقليمية، من ضمنها الأزمة السورية التي أدت إلى تهجير أكثر من مليونَي سوري إلى مناطق أوروبية وغيرها من مناطق العالم؛ وبالتالي ينبغي تكاتف الجهود الإقليمية والدولية لمحاولة منع إيران من الاستمرار بالسياسات العدوانية تجاه المنطقة.