جدة.. سيدة تُحَقق حلمها بالولادة بعد 12 عامًا من العقم الأوليّ

كانت تعاني من كيس البطانة المهاجرة الذي يؤثر في قدرتها على الإنجاب
الدكتور نبيل بن محمد إعجاز براشا
الدكتور نبيل بن محمد إعجاز براشا

تمكنت سيدة سعودية من تحقيق حلمها بالولادة بعد عقم أوليّ استمر 12 عامًا، زارت خلالها مستشفيات عديدة؛ حيث أكد الأطباء عدم إمكانية إجراء عملية لإزالة كيس البطانة المهاجرة، والاكتفاء بالعلاجات.

وأوضح استشاري العقم وأطفال الأنابيب وجراحات المناظير النسائية بمدينة الملك عبدالعزيز الطبية للحرس الوطني بجدة الدكتور نبيل بن محمد إعجاز براشا، أن السيدة تبلغ 29 عامًا وقد راجعت المدينة الطبية وهي تشكو عقمًا أوليًّا منذ سنوات طويلة مع آلام مزمنة، وبعد إجراء الكشف السريري والفحوصات المخبرية والأشعة تَبين أنها تعاني من كيس البطانة المهاجرة.. وبناء على نتائج الفحص قَرر الفريق الجراحي إجراء عملية عن طريق المنظار لإزالة الالتصاقات الناتجة بسبب البطانة المهاجرة والكيس المصاحب لها، بفضل من الله.

وأكمل: بعد شهر ونصف من العملية اكتشفت -ولله الحمد- أنها حامل، وتابعت حملها بدون أي مضاعفات، وأجريت لها عملية ولادة قيصرية في المدينة الطبية، وخرجت من المستشفى وهي والمولود في صحة جيدة.

وبيّن "براشا" أن بطانة الرحم المهاجرة تؤثر في قدرة المرأة على الإنجاب، وفي الحالات الشديدة فإنها تسد أو تغلق أنابيب الحمل، وحتى الحالات البسيطة من بطانة الرحم المهاجرة فإنها أيضًا قد تقلل من فرص الإنجاب؛ إذ أثبتت الدراسات أن استئصال هذه الأنسجة يساعد بصورة واضحة على زيادة احتمالية الحمل عندما يكون المرض من الدرجة الأولى أو الثانية، ولكن عندما يكون المرض من الدرجة الثالثة أو الرابعة، ففرص الحمل أفضل عند اللجوء إلى التقنيات المساعدة للإنجاب مثل أطفال الأنابيب والتلقيح المجهري، كما أنه يتم تشخيص هذا المرض بأخذ السيرة المرضية بشكل تام، وفحص المريضة، ففي كثير من الحالات يستطيع الطبيب أن يجد علامات واضحة لوجود هذا المرض، ويتم عمل صورة تلفزيونية أو عمل الرنين المغناطيسي لمنطقة الحوض التي قد تساعد في التشخيص أيضًا، إلا أن الطريقة الوحيدة التي تتأكد منها بشكل قطعي من وجود هذا المرض؛ هي إجراء عملية منظار نسائي وأخذ عينات من المرض، والتأكد من وجود خلايا بطانة الرحم المهاجرة بفحص الأنسجة في المختبر.

وأوضح الدكتور "براشا" أن العلاج يعتمد كثيرًا على عمر المريضة، وشدة الأعراض، ورغبتها في الحمل والإنجاب، وكمية انتشار هذا المرض، ويكون عن طريق تخفيف الألم باستخدام بعض الأدوية وخاصة عندما تكون الأعراض قليلة، أما الخيار الثاني فهو إيقاف نمو هذه الأنسجة خارج الرحم، ويكون ذلك عن طريق العلاج ببعض أنواع الهرمونات، فمن المعروف أن الهرمون الأنثوي إستروجين ساعَدَ أنسجة بطانة الرحم على النمو، سواء كانت هذه الأنسجة داخل أو خارج الرحم، لذلك فإن أي علاج قد يؤدي إلى نقصان هذا الهرمون فإنه بالتالي يقلل من أعراض هذا المرض، وهناك عدة أنواع من الأدوية المستخدَمة لإيقاف نمو هذه الأنسجة منها إبر شهرية أو حبوب يومية تختلف في فاعليتها، كما أنها تختلف في الأعراض الجانبية التي قد تسببها، وعادة ما يقوم الطبيب باختيار العلاج المناسب لكل مريضة، أما التدخل الجراحي فيتم من خلال استئصال الأنسجة عن طريق الجراحة بالمنظار في الوقت نفسه الذي تحتفظ به المرأة بقدرتها على الإنجاب؛ بل على العكس قد تزداد نسبة الحمل بصورة واضحة بعد الجراحة لعدة أشهر، وغالبًا ما ننصح بالجراحة في الحالات التالية، عندما تكون أنسجة بطانة الرحم المهاجرة أكبر من 4 سم على هيئة أكياس على المبيض أو عندما تكون هنالك التصاقات شديدة، عندما تغلق هذه الأنسجة أنابيب الحمل وتسبب عقم، عندما يكون هناك ألم شديد لا يمكن السيطرة عليه عن طريق الأدوية، وفي معظم الأوقات يتم استخدام بعض الأدوية بعد الجراحة للتأكد من عدم عودة هذا المرض في وقت قريب.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org