تَصدّرت عبارة مستشار خادم الحرمين الشريفين الأمير خالد الفيصل، أمير منطقة مكة المكرمة "الإماراتي سعودي، والسعودي إماراتي"، مقال رئيس تحرير صحيفة "الإمارات" اليوم سامي الريامي؛ مبينًا أن هذه الكلمة المختصرة، ليست شعارًا كلاميًّا؛ بل هو وصف دقيق مختصر لحكاية مودة وتقارب وتحالف، هكذا بكل باختصار، كما قالها الأمير خالد الفيصل، جملة تجمع شعبًا واحدًا في بلدين، مرتبطين بعلاقات وثيقة، ترتكز على وحدة التاريخ والجغرافيا والتقارب الاجتماعي.
وتزامن المقال مع زيارة صاحب السمو الملكي ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان إلى دولة الإمارات، في زيارة رسمية، يترأس سموه فيها الجانب السعودي في الاجتماع الثاني لمجلس التنسيق السعودي الإماراتي.
وقال الريامي: "الإماراتي سعودي في المصير الواحد، والسعودي إماراتي في مواجهة مستقبل واحد وتحديات واحدة، ولن يذلل هذه التحديات سوى التكامل والتعاضد والتحالف الإماراتي- السعودي، والوقوف معًا كقوة إقليمية على الصعيدين السياسي والاقتصادي؛ فنحن معًا نمتلك مقومات القوة الاقتصادية، ونمتلك معًا إمكانات ضخمة، تجعل مواجهة التحديات المستقبلية أسهل وأخف وطأة، من مواجهتها فرديًّا!
وأضاف: "ما من شك في أن الزيارة الأخوية لسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، للإمارات؛ تأتي ترسيخًا للدور المحوري الذي يلعبه البلَدان في صياغة السياسة الإقليمية والعربية، وتقوية للمواقف الصلبة التي يُظهرها البلدان تجاه الأخطار المشتركة، ومحاولات العبث بأمن المنطقة، ومحاولات زعزعة الاستقرار، وتبديد كل المكتسبات التي تَحققت عبر جهود تَواصلت لعقود عدة.
وتابع الريامي: "العلاقات الإماراتية- السعودية ذات مواقف ورؤى متطابقة وواضحة، حول مواجهة التدخلات الخارجية والتطرف والإرهاب، وهما مصرتان معًا -وبموقف ثابت لا يتزعزع- على مكافحة الإرهاب، وتعملان بشكل متواصل على القضاء عليه واجتثاثه من المنطقة، وقطع كل قنوات تمويله، وهما معًا تمثلان الأمل والمستقبل للوطن العربي، فالمملكة تقود محور الاعتدال العربي، الذي يشكّل ضمانة حقيقية لأمن واستقرار وازدهار المنطقة، والإمارات تؤمن تمامًا بالبعد العربي، وتعزز هذا التوجه الذي يحمل الخير للأجيال المقبلة في هذا الوطن.
وأضاف: "لذلك قطعت العلاقات الثنائية بين الإمارات والسعودية، خلال العقد الأخير، خطوات استراتيجية مهمة، جعلت منها نموذجًا لما يجب أن تكون عليه العلاقة بين الدول، ومثالًا على الوعي المشترك بطبيعة المتغيرات الإقليمية والدولية المحيطة، وأهمية التعامل معها بسياسات ومواقف متسقة ومتكاملة".
وختم الكاتب الإماراتي مقاله بالقول: "العلاقة بين الإمارات والسعودية تعتبر صمام أمان لحفظ الاستقرار والسلام في المنطقة والعالم؛ خصوصًا أن تاريخ البلدين حافل بالمبادرات لتسوية الخلافات العربية، أو لدعم الدول العربية؛ حيث تعمل كل من السعودية والإمارات على التعاطي بشكل موحد مع القضايا والمستجدات، من خلال مبدأ التكاتف في مواجهة التحديات، الذي تجلّى في قضايا اليمن وتدخلات إيران، وغيرها من القضايا التي تواجه المنطقة؛ مما شكّل سدًا منيعًا أمام تلك التحديات؛ خصوصًا مع ما تتميز به سياسة البلدين، سواء على المستوى الإقليمي أو العالمي، من توجهات حكيمة ومعتدلة، ومواقف واضحة في مواجهة نزعات التطرف، والتعصب والإرهاب، والتشجيع على تعزيز الحوار بين الحضارات والثقافات.
ويحاول كلا البلدين ترسيخ صرح يشمل دولًا عدة؛ ليكون حصنًا منيعًا أمام الأخطار المستقبلية، وأداة لردع كل مَن يحاول التدخل في أمن هذه المنطقة، وتعطيل مسيرة التنمية والرخاء في بلدانها؛ طبقًا لرؤية حكيمة ومتعقلة لقيادتي البلدين الشقيقين.