حث الشيخ الأستاذ الدكتور سعد الدريهم على ضرورة التقيُّد بأخلاق الإسلام في شهر الخير، وأشار إلى أن المسلم إذا وجد من أخيه زلة لسان أو ما يضايقه فليقل "إني صائم"؛ حتى يرتدع ذاك، ولا يزيد بالسباب؛ وذلك حتى تسود ثقافة كبت النفس وتوجيهها نحو الخير، وهو نهج النبي - صلى الله عليه وسلم -.
وقال الدريهم لـ"سبق: رمضان مدرسة، يتدارس فيها المسلم مع إخوانه أصول الأخلاق، وتتلاقح أفكارهم حولها عملاً لا قولاً؛ ففي رمضان عندما يزل الإنسان بكلمة فيجيبه الآخر بقوله "إني صائم"؛ حينها ترتدع تلك النفس المتحفزة للخصام، والراغبة فيه؛ ويكون ذلك زادًا لها في تلقي التربية، وتمريرها لغيره؛ عندها تسود ثقافة كبت النفس وتوجيهها نحو الخير، ومن ثم استبدالها في مرحلة أخرى للقول الحسن، والتعاطي بأريحية مع كل راغب في الخصام.
وأضاف: وهذا توجيه كريم من النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ إذ قال: "فإن سابه أحد أو شاتمة فليقل: إني صائم". وهذه الكلمة تحمي صيام صاحبها، كما أنها تقطع دابر الشر.. وكم من كلمة كانت وقودًا لمعارك لا منتهى لها.
واختتم: وهنا ملمح لطيف، هو أن من يملك نفسه وهو صائم هو مظنة تغيُّر نفسه؛ وذلك بسبب أن من حبس النفس عن مشتهياتها عن الأكل والشرب قادر على حبسها وهي في رغدها. ولا ريب أن ممارسة تلك العادة طيلة الشهر، خاصة لمن استمرأ تلك الأخلاق النشاز، تجعل منها عادة مستقرة عنده، يتطبعها في بقية دهره؛ فرمضان مدرسة، توقفك على أول الطريق، وتدلك عليه.. وبقدر التفاعل تخرج من مدرسة رمضان مهذبًا من كل شائنة من خُلق.