أنقذ مستشفى الدكتور سليمان الحبيب بالريان ، مريضة عشرينية تعاني من تشوه خلقي "نتوء عظمي" في آخر الفقرة الخامسة القطنية والعجزية الأولى، ومن انزلاق غضروفي بنفس الفقرة وضاغط على العصب بالجهة اليسرى.
ذكر ذلك الدكتور أحمد خياط استشاري جراحة العمود الفقري ورئيس الفريق الطبي المعالج، والذي قال أن المريضة راجعت المستشفى مشتكية من أعراض كالآلام الشديدة والعرج، مع ضعف متزايد في القدم اليسرى، مضيفاً أنها راجعت عدة مستشفيات بحثاً عن العلاج ، إلا أن الأطباء الذين عاينوا حالتها ربطوا عمليتها بازالة النتوء العظمي" التشوه الخلقي" ، لأنه ناشئ في المدخل المؤدي للقناة الشوكية، وقد رفضت المريضة إجراء هذه العملية لخطورة إزالة " النتوء العظمي"، وحسب الأطباء أن ذلك سيؤدي إلى عدم ثبات العمود الفقري وبالتالي انزلاق فقري مستمر، وهو ما يستوجب عملية تثبيت للفقرات، عبر أدوات مثل البراغي والأسياخ.
وفور وصولها لمستشفى الريان تم الاطلاع على ملفها الطبي، وأجريت لها عدة فحوصات دقيقية كالأشعة المقطعية والرنين، وقد بينت النتائج بوضوح التشوه الخلقي، وصعوبة إجراء جراحة تقليدية لازالة الإنزلاق بدون تثبيت الفقرة، وبعد دراسة الحالة توصل الفريق الطبي إلى خطة علاجية مغايرة ، اعتمدت التدخل عبر المنظار والدخول إلى القناة الشوكية باتجاه آخر غير ذلك الذي يعترضه التشوه العظمي، والوصول إلى موضع الإنزلاق الغضروفي وإزالته تماماً، حيث استغرقت العملية "30" دقيقة وحققت ولله الحمد نجاحاً باهراً.
وأضاف د. خياط أن المريضة غادرت المستشفى بعد ساعات من العملية وهي بحالة صحية ونفسية جيدة، بعدما تخلصت من كافة الأعراض التي أحالت حياتها طوال الأشهر السابقة إلى فصول من المعاناة المستمرة.
وتابع د. خياط قائلاً أن الذي ميز هذا التدخل الطبي ، أنه جنب المريضة الخضوع لعملية تقليدية وازالة النتوء العظمي، ومن ثم إجراء عملية تثبيت للعمود الفقري في هذا العمر ، وتحمل تبعاعتها طوال عمرها، مشيراً إلى أن هذا التشوه ليس له أي تأثير على المريضة بخلاف أنه يسد المدخل لموضع الغضروف، مؤكداً أيضاً أن العملية اتسمت بالدقة، وحققت نجاحاً كبيراً، حيث تم الدخول عن طريق فتحة صغيرة لا تتجاوز 7 ملم بمنطقة الخصر.