"غلام": السعودية اتخذت خطوات مهمة لتخفيف حدة تغيُّر المناخ ومكافحة العواصف الرملية والترابية

دعا لمؤتمرَيْن دوليَّيْن تستضيفهما المملكة العام المقبل
الرئيس التنفيذي للمركز الوطني للأرصاد السعودي أيمن غلام
الرئيس التنفيذي للمركز الوطني للأرصاد السعودي أيمن غلام

أكد الرئيس التنفيذي للمركز الوطني للأرصاد رئيس وفد السعودية إلى المؤتمر الدولي لمكافحة العواصف الرملية والترابية، الدكتور أيمن بن سالم غلام، أن السعودية اتخذت خطوات مهمة في السنوات الأخيرة للتخفيف من حدة تغيُّر المناخ ومكافحة العواصف الرملية والترابية من خلال مبادرات بيئية مختلفة، ومن ذلك مبادرة السعودية الخضراء التي أعلنها سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في مارس 2021، وتهدف إلى معالجة التحديات البيئية المحلية والعالمية، بما في ذلك الحد من انبعاثات الكربون، والحفاظ على النظم البيئية البرية والبحرية، وتشجيع استخدام الطاقة المتجددة.

جاء ذلك خلال كلمة السعودية التي ألقاها غلام في المؤتمر الدولي لمكافحة العواصف الرملية والترابية، المنعقد في العاصمة الإيرانية طهران على مدى يومين.

ونوه غلام بجهود السعودية في مكافحة العواصف الرملية والترابية، منها استضافة مركز إقليمي مخصص لمعالجة هذا التهديد البيئي. وأضاف بأن السعودية أخذت بزمام المبادرة في الاعتراف بالحاجة الملحة إلى العمل الجماعي، وأثبتت التزامها من خلال المبادرات والاستثمارات المهمة؛ ففي مارس 2019 أنشأت المركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر بهدف زيادة المسطحات الخضراء، ومكافحة التصحر، وإعادة تأهيل المواقع النباتية المتدهورة، ورفع مستوى الوعي، والحد من الممارسات النباتية السلبية، وتحسين جودة الحياة. وإن كل هذه الجهود ستؤدي بالتأكيد إلى مكافحة العواصف الرملية والترابية في منطقتنا.

وذكر الرئيس التنفيذي للمركز الوطني للأرصاد أن السعودية تخطط لزراعة 10 مليارات شجرة، واستعادة أكثر من 40 مليون هكتار من الأراضي المتدهورة على مدى العقود المقبلة كجزء من المبادرة. وستساعد هذه الجهود على التخفيف من حدة التصحر، وتقليل ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، وتعزيز التنوع البيولوجي، وتوفير المساحات الخضراء للمساهمة في صحة ورفاهية مجتمعاتنا.

ونوه الدكتور أيمن غلام بإطلاق السعودية مبادرة الشرق الأوسط في إبريل 2021 دعمًا لمبادرة السعودية الخضراء؛ بهدف زراعة 50 مليار شجرة، وهو ما يعادل 5% من الهدف العالمي للتشجير. وهو البرنامج الأكثر شمولاً من نوعه على مستوى العالم. وستعمل هذه المبادرة الإقليمية على تعزيز الآفاق البيئية في الشرق الأوسط من خلال التعاون مع الدول المجاورة في مجموعة من المشاريع البيئية. وتركز المبادرة على مجالات، مثل الطاقة النظيفة والمياه وجودة الهواء، إضافة إلى التخضير؛ بهدف خلق مستقبل أكثر استدامة ومرونة للمنطقة.

وأشار إلى أن السعودية أنشأت المركز الإقليمي للتغير المناخي والمركز الإقليمي للتحذير من العواصف الرملية والترابية والبرنامج الإقليمي لاستمطار السحب، كجزء من مبادرة الشرق الأوسط الأخضر، إلى جانب عملها بنشاط على مكافحة العواصف الرملية والترابية، مع استمرار الاستثمارات في الأبحاث والتكنولوجيا لفهم العواصف الرملية بشكل أفضل، وتطوير الحلول للتخفيف من تأثيرها، وتعاونها مع الشركاء الإقليميين والدوليين لمكافحة العواصف الرملية والترابية.

وتابع: لقد وقَّعنا اتفاقيات مع الدول المجاورة لتعزيز التعاون في مجالات ذات صلة، مثل أنظمة الإنذار المبكر، والبحوث، ونقل التقنية.

وفيما يتعلق بالمنتديات والمبادرات الدولية التي تركز على معالجة العواصف الرملية والترابية أكد الرئيس التنفيذي للمركز الوطني للأرصاد أن السعودية تعد مشاركًا نشطًا في ذلك، مثل اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر.. لافتًا إلى أن هذه الجهود تُظهر التزام الدولة بالتنمية المستدامة، والحفاظ على البيئة، والتصدي لتحديات تغيُّر المناخ والعواصف الرملية والترابية. منوهًا باعتراف المنظمة العالمية للأرصاد الجوية (WMO) هذا العام بنظام الاستشارات والتقييم للإنذار بالعواصف الرملية والترابية لدول مجلس التعاون الخليجي (GCC) باعتباره إحدى نقاطها الإقليمية، واعتمادها المركز الإقليمي للتحذير من العواصف الرملية والترابية كأحد مراكزها الإقليمية.

ولفت إلى أن ذلك يعد خطوة مهمة إلى الأمام؛ إذ يعتبر مركزًا لتبادل التعلم، واستنباط تقنيات متقدمة، وتوزيع المعرفة.. وقال: ونحن نؤمن إيمانًا راسخًا بأنه سيكون بمنزلة منارة للحلول المستدامة، ليس للمنطقة فحسب، بل للعالم أجمع.

وأضاف غلام: إن تعقيدات واقعنا البيئي تعني أنه لا توجد دولة قادرة على مكافحة مثل هذه القضايا بمعزل عن غيرها. ونحن بحاجة إلى التعاون وتبادل المعرفة والحلول الديناميكية؛ لمواجهة التحدي الذي تفرضه العواصف الرملية والترابية، والتخفيف من حدتها، والتغلب عليها. مبينًا أن الجهود التي تبذلها السعودية لاستضافة مركز العواصف الرملية والترابية التابع للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية (WMO) ضمن مسؤولية مشتركة وطموح جماعي نحو تخفيف حدتها.

وأردف: الحفاظ على البيئة يحمل المفتاح لتخفيف حدة العواصف الرملية والترابية؛ فالحفاظ على النظم البيئية واستعادتها، مثل الغابات والأراضي الرطبة والمراعي، بمنزلة حواجز طبيعية ضد التصحر والتآكل بفعل الرياح. ومن شأن تنفيذ ممارسات الاستخدام المستدام للأراضي ومبادرات التشجير واستعادة الأراضي المتدهورة أن يساعد في مكافحة توسع المناطق القاحلة، وتوفير الحماية المهمة ضد العواصف الترابية.

ودعا الرئيس التنفيذي للمركز الوطني للأرصاد إلى حضور المؤتمر الدولي الأول للعواصف الرملية والترابية في شبه الجزيرة العربية، الذي سيعقد في السعودية مارس المقبل. وكذلك مؤتمر الأطراف السادس عشر لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، الذي ستستضيفه السعودية نهاية العام المقبل.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org