كشف الدكتور عبدالله العمري رئيس الجمعية السعودية لعلوم الأرض، أن الزلزال الذي شهدته المملكة المغربية الليلة الماضية، وقع في منطقة تاريخية سَبَق أن تعرضت لزلازل عبر التاريخ سواء التسونامي الذي حدث في لشبونة عام 1755 تقريبًا أو زلازل وقعت في مناطق الْتقاء الصفيحة اليوراسية الأوروبية مع الصفيحة الإفريقية، وقد تعرضت ذات المنطقة خلال مائة وعشرين سنة ماضية لنحو عشرة زلازل في حدود أقل من ستة درجات.
وأوضح أن منها ما حصل في أغادير عام 1960، وأيضًا زلازل عام 1969 وعام 2004، وآخرها ما حدث الليلة الماضية؛ مشيرًا إلى أن المنطقة التي شهدت الزلزال الأخير في حدود دائرة تُقَدر بقُطر مائة كيلومتر لم تتعرض لزلزال بهذه القوة إلا قبل مائة وعشرين سنة تقريبًا.
وقال: تعود أسباب الزلازل في منطقة المغرب العربي إلى امتداد الصفائح من صدع التحول الذي يبدأ من تونس وصولًا إلى مضيق جبل طارق، بحركة انزلاقية يمينية وبالتالي تحدث عملية التصادم، ونتج عنه الصدوع العكسية وهي دائمًا ما تكون عنيفة خلال تصادم صفيحتين، وهو مشابه لما يحدث في إيران عند تصادم الصفيحة العربية والإيرانية.
وبيّن أن زلزال المغرب حدثت له سوابق قبل عشرة أيام بواقع 15 زلزال بأقل من أربع درجات، وهي سوابق زلزالية جاء بعدها الزلزال الرئيسي وسوف تستمر التوابع الزلزالية بعد هذا الحدث؛ ولكنها لا تشابه التي حدثت في تركيا وسوريا، وبحسب طبيعة منطقة الزلزال في المغرب؛ فلن تتجاوز التوابع الأسبوع تقريبًا وتنخفض قوة الارتداد تدريجيًّا حتى تضمحل.
وأشار "العمري" إلى أن البنية التحتية ونوعية المباني كان لها دور في حجم الأضرار الناتجة عن الزلازل وكان من المفترض أن يتم الالتزام بأكواد البناء؛ مشيرًا إلى من أسباب الشعور بالزلزال بؤرته؛ حيث إن عمقه عشرة كيلومترات وهو في اليابسة؛ ولكن ما قلل الوفيات -بحمد لله- أنه وقع في منطقة قليلة السكان.