
اكتظ مسجد سيد الشهداء بمدينة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالمصلين وسط خدمات متكاملة، وأعمال تنظيم وتعقيم مستمرة، يقدمها فرع وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد عبر شركة متخصصة، وحراسات أمنية، تتابع تطبيق الإجراءات الاحترازية والتباعد بين المصلين في هذا المسجد التاريخي الذي يعد واجهة لزوار المدينة المنورة، وذلك عقب عودة الصلاة في المساجد تنفيذًا للأمر السامي الكريم.
وفي التفاصيل، تتابع وزارة الشؤون الإسلامية بالمدينة عبر الجولات الرقابية المستمرة أعمال الصيانة والنظافة، وتطبيق التباعد بين المصلين، إلى جانب تكثيف البرامج التوعوية والإرشادية عبر الوسائط الإلكترونية، إلى جانب تزويد المساجد والجوامع باللوحات الإرشادية والتعليمات الوقائية بلغات عالمية في ضوء الجهود المبذولة للتصدي لخطر فيروس كورونا مواكبة لجهود القيادة الرشيدة في هذا الصدد.
وتعد ساحة شهداء أُحد بالمدينة المنورة مَعلمًا خالدًا في صفحات التاريخ الإسلامي، تروي أحداث معركة أُحد التي دارت رحاها في السنة الثالثة من الهجرة النبوية الشريفة، وكذلك مقبرة الـ70 شهيدًا من صحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، إلى جانب مسجد "سيد الشهداء" الذي استُحدث في رجب 1438 هـ، وشُيد وفق طراز معماري فريد على مساحة 54 ألف متر مربع.
ويتسع مسجد "سيد الشهداء"، الذي يبعد عن الساحة الشمالية للمسجد النبوي بنحو ثلاثة كيلومترات، لـ15 ألف مُصلٍّ، ووُفّرت في محيطه مجمل الخدمات والمرافق المساندة، ويقع قبالة "جبل الرماة"، وهو عبارة عن هضبة صغيرة غرب جبل أُحد، يشاهَد من قمتها ساحة الشهداء وما تحويه من معالم.
ويشكل المسجد وميدانه الفسيح مدخلاً رئيسًا لساكني حي الشهداء والقادمين إليه؛ فقد شهد الحي تطويرًا ضمن مشروع "أنسنة المدينة" الذي جرى تنفيذه بإشراف هيئة تطوير المدينة المنورة؛ إذ جرى إعادة تشكيل الطراز العمراني للعديد من المساكن والبيوت في حي الشهداء؛ لتتخذ شكلاً معماريًّا موحدًا مستوحَى تصميمها من طبيعة المكان وتاريخه العريق؛ فحولت الحي من طرازه الشعبي التقليدي إلى منظر جمالي، حافظ على هويته العمرانية متسقًا مع البيئة المحيطة وساحة أُحد التي يتوسطها المسجد بعمارته الفريدة.