"دريشة" .. هي مصطلح قديم في منطقة نجد -وسط المملكة- يُطلق على النافذة أو الشُباك، وهذه الفتحة بالجدار بمختلف أحجامها وزخرفتها أسهمت في توثيق 3 جرائم أحدثت رأياً عاماً في المجتمع السعودي.
ونصبت "صحافة الدرايش" نفسها كوسيلة إعلامية جديدة راصدة للحدث من نافذة المنزل المطلة على الشارع، ونجحت في فضح الجناة، وكشف خيوط الجريمة، وتوفير معلومات مهمة لرجال الأمن.
إرهابي الياسمين
في يناير 2017 شاهدت سيدة من نافذة غرفتها بحي الياسمين بالرياض مواجهة بين إرهابي ورجلَي أمن، وعلى الفور أطلقت العنان لكاميرا هاتفها المحمول، ورصدت كامل المواجهة، ونقلت للعالم بسالة رجل الأمن وبطولته في مقاومة "انتحاري" يحمل بيده سلاحاً وعلى خاصرته حزامٌ ناسف، ووثّقت مقتل الإرهابي، وهي تردّد "الحمد لله .. الحمد لله".
اعتداء الحمراء
وفي شهر مارس 2017 ، وقع اعتداءٌ سافر من قِبل سائقي درّاجات هوائية على رجل أمن في حي الحمراء بجدة، ووثّقت سيدة أخرى هناك الحادثة منذ نشوبها، ومكّنت شرطة منطقة مكة المكرّمة من سرعة تحديد أوصاف الجناة ومواقع وجودهم والقبض عليهم وعددهم 7.
حادثة لبن
وأمس الجمعة 1 نوفمبر من عام 2019 تداولت هواتف السعوديين حادثة مفزعة وثّقتها سيدة من نافذة منزلها أيضاً في حي لبن بالرياض، عن حالة تهديد من شاب لآخر بسلاح رشاش، وانتهت بإركاب المجني عليه بالقوة في الصندوق الخلفي للسيارة والفرار به إلى جهة غير معلومة، وأسهمت السيدة في توفير جزءٍ كبيرٍ من خيوط الجريمة، ونجحت الفرقة الأمنية في تحديد معالم المركبة والقبض على الجاني في وقتٍ قياسي.
وتتقاطع الجرائم الثلاث في مفارقة واحدة، وهي أن كل حالات التصوير أبطالها سيدات، ولا تقود هذه الملاحظة إلى الغرابة، ولا تدعو للتساؤلات؛ إنما هي محاسن المصادفات.