لم يعلم زوج وهب منزله بمكة المكرمة لزوجته بشهود من أهله وأهلها أن ينتهي به الحال في المحاكم من أجل استعادة هبته بعد أن طلق زوجته؛ ليبقى السؤال هنا: هل يستطيع الزوج الرجوع في الهبة؟ وما هي الأركان التي يجب توافرها في الهبة بشكل عام؟ وهل القبض ملزم لصحة الهبة؟
هذا ما سنتعرف عليه في هذا التقرير الذي تحاور فيه "سبق" المحامية لجين مكاوي، التي قالت: تُعتبر الهبة عقدًا من عقود التمليك؛ لأن القصد منها نفع الموهوب. ولتحقُّق الهبة لا بد من توافُر أركانها التي تتمثل في الإيجاب والقبض؛ إذ إن القبض يتم حال حياة الواهب، وليس على هيئة وصية؛ فلا يُشترط تسجيل انتقال الملكية، بل يكفي التخلية والتمكين.
وأضافت: الهبة الشرعية مكتملة الأركان لا يجوز الرجوع فيها بعد القبض والتصرف، وذلك وفقًا لما قرره مجلس القضاء الدائم برقم (٦/ ٧٢٩)، (١٤٢٣/ ١٢/ ٣). كما يوجد استثناء لقبول الرجوع عن الهبة، يتمثل في كون الهبة مشروطة، وذلك وفقًا لما هو مقرر من شيخ الإسلام ابن تيمية "أن كل من أُهدي له أو وُهب له شيء بسبب يثبت بثبوته، ويزول بزواله".
وتابعت "مكاوي": "ففي حالة وفاة الواهب قبل قبض الموهوب تبطل الهبة".
وقالت: "من القضايا التي باشرتُها، والجديرة بالذكر، زوج وهب لزوجته عقارًا بمكة المكرمة، وبعد قبضها طلَّق الزوجُ زوجته، وأنكر هبته، وبعد إثبات القبض لفضيلة ناظر القضية حكم بثبوت الهبة للزوجة".