كلمات لا تخرج من التأثر برحيله.. نجل وصديق حارس النصر الشهير "العليان" يتحدثان

بعد 70 يوماً من وفاته.. "كانوا معنا" تقف على ذكرياته في رمضان وطيب طباعه وبطولاته
كلمات لا تخرج من التأثر برحيله.. نجل وصديق حارس النصر الشهير "العليان" يتحدثان
تم النشر في

70 يوماً مضت على وفاة لاعب المنتخب السعودي ونادي النصر شاكر العليان اشهر حارس مرمى ذي القامة الصغيرة والكبيرة بالإنجازات التي حققها مع المنتخب ونادي النصر، والذي وافته المنية في 17 جمادى الآخرة من العام الحالي؛ حيث عانى "العليان" طويلاً مع المرض، إذ كان يتردد على أحد مستشفيات الرياض، ويلازم السرير الأبيض في بعض الأيام قبل أن ينتقل إلى جوار ربه.

وقال "تركي" نجل الراحل شاكر العليان، وكلماته لا تكاد تخرج لتأثره بفقدان أبيه: "لقد ترك والدي فراغاً بعد أن ملأ حياتنا حناناً وحباً لجميع أفراد عائلته"، مضيفاً أن والده -رحمة الله عليه- كان يحرص في شهر رمضان أن يعطي الجمعيات الخيرية من حر ماله صدقة له ولوالديه، كما يحرص على إفطار صائم من المحتاجين وإعطائهم وتقديم مقاضي رمضان".

وأشار إلى أن والده -رحمة الله عليه- كان قبل تعبه يداوم على صلاة التراويح وختمة القرآن وحب الخير للإنسان والخروج، كانت له طقوس تتكرر في شهر الخير رمضان؛ حيث يذهب في فترة العصر لإحضار الوجبات مثل الفول والأكلات الحجازية والأكلات الشعبية، ويحب تناولها مع أصحابه، ويوجه الدعوات في البيت، كما كان يحب مشاركة اللاعبين القدامى في البطولات الخيرية في الحواري مثل اللاعب السابق إبراهيم العيسى وناصر الفهد والفرحان وأصحابهم، وفي الزيارة خالد الدوسري وعبدالرحمن العماني وعبدالله العسيري، والجلوس مع الأقارب أعمامي وأخوالي.

السيرة الذاتية

شاكر بن شجاع العليان وُلد في الرياض عام 1972م، ولعب مع نادي النصر في فئة الناشئين وتدرج إلى فئة الشباب؛ حيث حقق مع الفريق الأول للمنتخب السعودي كأس العالم للناشئين في أسكتلندا عام 1989م، وشارك مع المنتخب السعودي الأول في كأس آسيا عام 1992م، وحقق العديد من البطولات مع نادي النصر، أبرزها: كأس الملك 1990م وبطولة الدوري عامي 1994م و1995م، وحقق كأس الخليج لمرتين عامي 1995م و1996م ثم اعتزل كرة القدم في 1997م

وفارق "العليان" حياة الدنيا عن عمر 46 عاماً؛ حيث لا يعني رحيله النسيان، فهو الحارس الذي شق طريق النجومية، وما زالت ذاكرة متابعي كرة القدم السعودية تحكي لقطات لا تنسى من مسيرة الحارس القصير في ملاعب كرة القدم، والتي لم تتجاوز 8 أعوام ترك فيها العديد من المباريات الشهيرة والألقاب.

صديقه يصفه

وقال صديقه الذي كان يلازمه حتى توفي لاعب النصر السعودي إبراهيم العيسى: إن رحيل شاكر العليان صدمة لكل الرياضيين، وقال: "شاكر -رحمة الله عليه- يمتاز بحسن الخلق، واستطاع أن يملك حب الجميع، فالكل يحبه سواء رئيس نادٍ أو عضو أو لاعبون، فكان بشوشاً مبتسماً".

حالته الصحية

وعن حالته الصحية قبل وفاته، أوضح أنه عانى من المرض، وكان يخفي تعبه ويتحامل عليه، ولم تشأ الأقدار أن تسعفه للعلاج خارج المملكة، وكانت مبادرة المستشار تركي آل الشيخ رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة سريعة، ولكن لم تكتمل، ورحل عن الدنيا تاركاً بصمات خدم بها الكرة السعودية في المنتخب ونادي النصر، رحل الخلوق والمحبوب من الجميع.

بديل إلى النهائي

وقال عضو لجنة التسوية بالاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" مرزوق العجمي عن العليان: "جاء حارساً بديلاً في المباراة الثانية في الدور الأول بكأس آسيا 1992، ثم قاد الفريق إلى النهائي".

‎ويعتبر "العليان" من أشهر حراس المرمى في قِصر القامة، ولكن ذلك لم يمنعه من الإبداع والنجومية، وفضّل الابتعاد عن كرة القدم واعتزالها نهائياً في عام 1997.

وكان تواجد "العليان" بين خشبات المرمى مطلع التسعينيات الميلادية وهو لم يتجاوز 18 عاماً مثار استغراب جماهير النصر أولاً قبل جماهير الأندية الأخرى؛ نظراً لقصر قامته (1.70م) والتي تظهر بشكل واضح عندما كان يقف بجانب المدافعين قبل بداية أي مباراة، لكنه بدد ذلك من خلال رشاقته ومهارته في الذود عن شباك الأصفر، وبعده المنتخب السعودي حتى علق قفازه قبل 20 عاماً.

من الهلال للنصر

"العليان"، الذي ارتدى قميص المنتخب السعودي في كل الدرجات، بدأ لاعباً في الهلال وكان يتمرن معه، قبل أن يختار الضد ويلتحق بنادي النصر غريم الأزرق التقليدي أواخر الثمانينيات الميلادية، لينطلق بعدها بسرعة الصاروخ.

ومع النصر كان "العليان" بطلاً لكأس الملك 1990م، وحمى عرين الأصفر حتى انضم للمرة الأولى إلى قائمة المنتخب السعودي المشارك في كأس آسيا 1992م في اليابان للدفاع عن لقبه، وبدأ من مقاعد الاحتياط.

وفي المباراة الثانية للمنتخب السعودي، اختار نيلسينيو مدرب الأخضر الدفع بالحارس القصير أمام قطر، وبعدها بات خياره الأول وصولاً إلى النهائي الذي خسره السعوديون بهدف أمام أصحاب الأرض.

لقطات لا تُنسى

ومن اللقطات التي لا تنسى، كانت لقطات تصدي الحارس الراحل للكرات، والتي تثير إعجاب المتابعين السعوديين الذين كانوا يتسمرون أمام التلفاز لمشاهدة منتخبهم أقصى القارة الصفراء؛ حيث كانت طريقته للتغلب على قصر قامته في حماية مرماه من الكرات العالية مختلفة .

أبقى ذكرِي

بعدها جاءت مرحلة المواجهة مع اللاعب السنغالي موسى نداو لاعب الهلال في ديربي الرياض، وحينها كان اللاعب الإفريقي معروفاً بتسديداته القوية، وكان بعضها يلج شباك الحارس القصير، ويتغلب "العليان" أحياناً على قصر قامته ويتصدى لها.

وقال الحارس الراحل في أحد اللقاءات التلفزيونية نهاية العقد الماضي: "أشكر نداو؛ لأنه أبقى ذكري حياً عند جميع الجماهير رغم مضي أعوام على اعتزالي كرة القدم، لا أعتبر هذا أمراً سيئاً على الإطلاق".

وعاش الحارس الراحل فترة ذهبية مع النصر في النصف الثاني من التسعينيات الميلادية وحقق معه العديد من البطولات المحلية والإقليمية والقارية، قبل أن يقرر الابتعاد عن كرة القدم في 1998م، وبعد 20 عاماً من ذلك التاريخ يتلقى الوسط الرياضي السعودي خبر وفاة الحارس الأقصر في تاريخ منتخبه.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org