"ناصر".. فلاح سنغالي أسهم في إنقاذ أطفال إفريقيا من الموت وفتح بيته لتعليم القرآن والعربية

أحد ضيوف الدفعة الثالثة لبرنامج خادم الحرمين الشريفين للعمرة والزيارة بالعام الحالي
"ناصر".. فلاح سنغالي أسهم في إنقاذ أطفال إفريقيا من الموت وفتح بيته لتعليم القرآن والعربية

النخوة وحب الوطن وحُسن التربية على المبادئ الإسلامية أدوات "إنسانية" قادت السنغالي "ناصر بيناس"، المستثمر في مجال الزراعة بمنطقة “كولاك” جنوب غربي العاصمة “داكار“، إلى صناعة إنسان القارة الإفريقية أياً كان جنسه وجنسيته وأصوله.

بدأ ناصر حياته متأملاً حال أولئك الآلاف الذين يموتون سنوياً نتيجة الهجرة إلى أوروبا هرباً من الفقر والمصير المجهول، وامتهن الزراعة بمساعدة أبيه وإخوته متخصصاً في زراعة الفستق والفول السوداني والذرة، واستقطب شباب بلده للعمل والعيش معاً في مزرعته موفراً لهم الأكل والسكن والدخل اليومي مقابل الإنتاج.

لم يقف ناصر عند نشاطه الزراعي؛ بل تجاوز ذلك لبناء ذاته علمياً حتى أصبح من دعاة القارة السمراء، وتزامن ذلك مع تحويل جزءٍ من بيته إلى فصول دراسية لتعليم القرآن الكريم واللغة العربية.

من رحم المعاناة وُلد ناصر -أحد ضيوف الدفعة الثالثة لعام 2024 من ضيوف برنامج خادم الحرمين الشريفين للعمرة والزيارة- الذي تشرف عليه وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد ،وبذل مع زوجته جهدهما في سبيل إثراء الأطفال الأفارقة بشكلٍ عام والسنغاليين بشكل خاص، بتعليمهم اللغة العربية والقرآن الكريم وعلومه.

ناصر الذي زرع بذرته الأولى (جده الشيخ إبراهيم نياس) ثم سار على طريق أبيه في شغف مساعدة الناس وصناعة الإنسان؛ جعل من الأطفال قضيته الشاغلة من خلال التعليم من جهة ومن خلال دائرة الاهتمام بهم ورعايتهم، ونتاج هذا الهمّ ألّف كتاب "أين أبي؟!"، وهو عبارة عن رسالة موجّهة باسم "أطفال إفريقيا"، مساندة ودعماً لهؤلاء الأطفال الذين يواجهون عديداً من التحديات والصعوبات اليومية وسط صمت عالمي.

"ناصر" الرجل المبتسم والمتواضع يحمل سيرة مليئة بالتحديات عندما أرسله والده ليحفظ القرآن الكريم في موريتانيا وهو طفل صغير لا يعرف ما الذي سيواجهه، لكنه كان يحمل هماً كبيراً تجاوز حدود تفكير أقرانه، ونجح في حفظ القرآن الكريم برواية "ورش عن نافع" قبل أن يبلغ العاشرة من عمره ليواصل الدراسة في "المحظرة" الشنقيطية ويدرس اللغة العربية والعلوم الشرعية، وفي الوقت الذي كان يلتحق بالمدارس النظامية حصل على درجة البكالوريوس في تخصص العلوم عام 1995، وأصبح القرآن يعيش معه خلال ليله ونهاره، مردداً دعوات والده: "فلتجعلنّ يا الله حفظ كتابك الكريم كرامتي إلى لقائك العظيم".

ثم تنطلق رحلة جديدة من عُمر "ناصر" معلماً للقرآن في بيته، يعيش في جزءٍ منه العشرات من الأطفال من داخل السنغال وبنين والكاميرون والنيجر ونيجيريا.

وأوقف الشيخ ناصر بيناس؛ مزرعته المنتجة للفستق والفول السوداني، التي تنتج ما يصل قيمته إلى نحو 100 ألف ريال سنوياً لتكون دعماً ومساعدة للأطفال في رعايتهم وتعليمهم، ويرى في حديثه لمَن حوله أنه مجرد نموذج فردي قد يتوقف يوماً ما؛ لكن في الوقت ذاته يسعى إلى أن يستمد هذا العطاء من النموذج الأكبر عالمياً وهي المملكة العربية السعودية التي تقوم -على حد قوله- بعمل نوعي في خدمة الإسلام والمسلمين في إفريقيا بشكلٍ عام وجمهورية السنغال على وجه الخصوص؛ الأمر الذي منح دولته التفرد في الفوز في مسابقات القرآن الكريم لعدة سنوات متتالية.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org