لأكثر من عقدين من الزمان، كان الأمير بندر بن سلطان رجل المملكة العربية السعودية في واشنطن، وهو طيار مقاتل سابق وصاحب علاقات كبيرة في أمريكا، وصديق مقرب من أسرة "بوش"، وعقب استقالته في عام 2005 من سفارة المملكة لدى واشنطن، تولى الأمير بندر عدة مناصب قبل أن يختفي عن الظهور في الحياة العامة، وكان قليل الظهور في الأحداث، وهو ما أثار بعض الشائعات التي ثبت عدم صحتها.
ووفقاً لوكالة "بلومبرغ" الأمريكية، فإن الأمير بندر بن سلطان فاجأ الجميع في الحفل الذي أقامه السعوديون في واشنطن خلال الزيارة الملكية لولي العهد الأمير محمد بن سلمان، فهو لم يحضر فقط، بل كذلك جرى تكريمه، وأكد أن ولي العهد طاقة شابة وشخصية عملية.
وعلى طاولة قريبة من الطاولة التي كان يجلس فيها الأمير بندر بن سلطان كان السفير السعودي الجديد الأمير خالد بن سلمان، وهو كذلك طيار مقاتل سابق، وهو جزء من جيل جديد من السعوديين الذين انتقلوا إلى واشنطن؛ لإعادة وتقوية العلاقات "السعودية-الأمريكية".
وأضافت: "مهمة الأمير خالد بن سلمان أصعب من مهمة الأمير بندر، فالعلاقات توترت بعض الشيء في السنوات الماضية منذ أحداث 11 سبتمبر؛ بسبب الرأي العام، ثم من خلال سياسات الولايات المتحدة في المنطقة، إلى جانب ذلك خلال فترة إدارة الرئيس السابق أوباما؛ حيث شعر السعوديون في بعض الأحيان بأنهم مستهدفون، وضغطوا ضد مشروع الاتفاق النووي الإيراني الذي أقره الكونجرس في عام 2016، وكذلك ظهر قانون جاستا.
وتقول "بلومبرغ": "حالياً السفير السعودي الجديد الذي يتحدث اللغة الإنجليزية بطلاقة كبيرة، ويتحدث عن مهام المملكة ضد داعش، والحرب في اليمن لإعادة الشرعية، ومهمته قبل كل شيء هي إعادة تنشيط العلاقات بين المملكة والولايات المتحدة في جميع المجالات".
وتابعت: "كما أن السعوديين بقوة سياستهم الجديدة وشبابهم لديهم أصدقاء في البيت الأبيض؛ حيث إن أول زيارة للرئيس الأمريكي ترامب كانت للرياض وهي زيارة تاريخية، كما أن السعوديين كانوا أكثر شجاعة في مقاطعة قطر؛ بسبب تمويلها للإرهاب، وكذلك مواقف أكثر المسؤولين في البيت الأبيض تتوافق مع مواقف السعوديين في كثير من المجالات وتدعمهم في مكافحة الإرهاب ومنها موقفهم ضد قطر".
واختتمت بالقول: "السعودية في الوقت الحاضر ليست بحاجة لمستشارين أمريكيين ليتحدثوا نيابةً عنها؛ فرجالها يواجهون أي حملة في واشنطن بأنفسهم وهم أكثر قوة وفعالية".