كشفت دراسة حديثة عن إجماع 97% من طلاب المملكة على أن الحصول على شهادات احترافية تدريبية من شركات عالمية رائدة يُميّزهم لدى أصحاب العمل، ويساعدهم في الحصول على وظائف بعد التخرج؛ بحسب ما ذكره "كورسيرا".
وجاء الاستطلاع الذي شارك فيه حوالي 5,000 من الطلاب وأصحاب العمل في 11 دولة، بما فيها المملكة العربية السعودية؛ لاستكشاف الدوافع والاحتياجات والتحدّيات التي يواجهها الطلاب الذين ينشدون الحصول على شهادات أكاديمية، وكذلك أصحاب العمل الذين يسعون إلى توظيفهم.
وأوضح الاستطلاع أن 91% من المشاركين أكّدوا أن الشهادات الاحترافية ستساعدهم على تحقيق النجاح المهني على المدى الطويل، لافتًا إلى الجاذبية المتنامية للشهادات الاحترافية؛ حيث إن 5 من بين الدورات التعليمية العشر الأكثر شيوعًا لعام 2022 في المملكة كانت شهادات احترافية صادرة عن "جوجل".
وسلط التقرير الضوء على أولوية تطوير المواهب الذي يشكّل ضرورة ملحّة للمملكة مع استمرار التكنولوجيا بتسريع وتيرة التحول الرقمي وتحقيق أهداف التنويع الاقتصادي بها، مستعرضًا متطلبات الحصول على الشهادات الاحترافية للمبتدئين والتدريب اللازم على المهارات المتعلقة بالوظائف عالية الطلب في برامج الدرجات العلمية؛ بهدف تحسين فرص الطلاب والخريجين في الحصول على وظائف.
وتشير التوقعات إلى أن سوق التوظيف في المملكة سيشهد نموًّا كبيرًا؛ حيث تعتزم 57% من الشركات توسيع قواها العاملة خلال عام 2023؛ لذا تتسارع وتيرة الفرص المتاحة أمام الباحثين عن العمل والشركات في ضوء تركيز المملكة على تسريع نمو القطاعات غير النفطية، مثل التكنولوجيا، والتمويل، والرعاية الصحية، بالتوازي مع توطين الوظائف عبر القطاعات كافة.
ومع ذلك لا يخلو سوق العمل من التحديات؛ حيث نوّهت الدراسة إلى أن 76% من أصحاب العمل في المملكة يواجهون صعوبةً في التحقُّق من كفاءة المتقدمين وامتلاكهم المهارات المناسبة للوظائف؛ مما يؤكّد على ضرورة معالجة فجوة المهارات الوظيفية عبر العديد من القطاعات، كما يُجمع 80% من أصحاب العمل في المملكة على أن الشهادات الاحترافية تدعم طلبات المرشحين وتزيد من فرص حصولهم على الوظائف؛ الأمر الذي يعكس أهمية التطوير المهني والتعليم المستمرّ للباحثين عن الوظائف في سوق العمل التنافسية.
وفي هذا الصدد علّق هادي موسى، المدير العام لـ"كورسيرا" في منطقة أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا، قائلًا: "بات تمكين المهارات المحلية ضرورة ملحّة اليوم أكثر من أي وقت مضى، في ضوء الاستثمارات الكبيرة التي تبذلها المملكة لتطوير بنية تحتية تقنية قوية تدعم مسار التنويع الاقتصادي، بينما تعمل المنصات الحكومية، مثل "المنصة الوطنية للتعليم الإلكتروني FutureX" و"البوابة الوطنية للعمل – طاقات"؛ على تعزيز فرص التوظيف للشباب السعودي".
وأضاف "موسى": "يتعيّن على مؤسسات التعليم العالي كذلك أن تلعب دورًا أكبر في معالجة مشكلة نقص المواهب الحالية في المملكة عبر ربط التعلم القائم على المهارات بالتوظيف القائم على المهارات، من خلال مواءمة برامج الدرجات العلمية مع احتياجات أصحاب العمل اليوم. وتوفر الشهادات الاحترافية الفرصة لتمكين الجيل القادم من المواهب السعودية من إحداث التحول المنشود في سوق العمل حتى عام 2030".