وكان بالحصن شيطان من شياطين الفرنج أشار عليهم بعدم منازلة نور الدين بل مماطلته ومفاوضته، لذلك فإنه وهو يصارع الصليبيين عاد في سنة 559 وجمع العساكر وسار نحو حارم، فنزل عليها وحصرها وحشد الإفرنج وجاءوا وتقدم الإفرنج البرنس بيمند صاحب أنطاكية والقمص صاحب طرابلس وأعمالها، وابن جوسلين وهو من مشاهير الإفرنج وأبطالها، والدوك معهم وهو رئيس الروم وجمعوا من الجند ما لا يقع عليه الإحصاء، فحرض نور الدين أصحابه وفرق نفائس الأموال على شجعان الرجال، فلما قاربه جيشهم فك الحصار عن حارم مؤقتاً وانسحب انسحاباً تكتيكياً حتى دخلتها قوات الفرنجة.