"الشثري": ليس كلُّ يهودي إسرائيليًّا.. وعلى المسلم الإحسان في التعامل مع جميع الناس
أوضح عضو هيئة كبار العلماء المستشار بالديوان الملكي، الشيخ الدكتور سعد بن ناصر الشثري، أنه ليس كل يهودي إسرائيليًّا، محذرًا من الانخداع بالدعايات والشائعات المغرضة، وموصيًا بأن على المسلم أن يتقرب إلى الله -عز وجل- بالإحسان في التعامل مع جميع الناس.
وتفصيلاً، جاء ذلك في إجابته حول التوجيه والإيضاح عن كيفية تعامُل المسلم مع مَن يحمل الديانة (اليهودية) إذا زارنا في المملكة العربية السعودية؛ وذلك ردًّا على سؤال لأحد المستمعين في برنامج فتاوى على إذاعة ألف ألف، من إعداد وتقديم الإعلامي الدكتور فارس بدر جمال، عضو هيئة التدريس بجامعة الملك عبدالعزيز عضو جمعية تحفيظ القرآن الكريم بمحافظة جدة.
وقال الدكتور "الشثري": على المسلم أن يسير في هذه الحياة على توجيهات الوحيَيْن (كتاب الله الكريم [القرآن]، وسُنة نبيه المصطفى صلى الله عليه وسلم)، ويتبعهما.. محذرًا المسلمين من الانخداع وراء الدعايات والشائعات المغرضة.
وأكد أن المعول عليه والمرجع هو كتاب الله العظيم، والسُّنة النبوية المطهرة، على صاحبها أفضل الصلاة وأتم السلام، مستشهدًا بقوله تعالى {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا}، وقوله تعالى {فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۚ ذَٰلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا}.
وأضاف: إن الناظر في سيرة النبي ﷺ عندما قَدِم إلى المدينة المنورة بعد الهجرة النبوية أنه تعامل مع اليهود؛ إذ كان من شأنه -صلى الله عليه وسلم- أنه وضع الاتفاقيات بينه ﷺ وبين قبائل اليهود التي كانت تسكن في المدينة المنورة، وأيضًا كان من شأنه -صلى الله عليه وسلم- أن يتعامل مع هؤلاء اليهود، من حيث البيع والشراء، واستمر ذلك إلى آخر حياته -صلى الله عليه وسلم-؛ إذ إنه لما توفي المصطفى -صلى الله عليه وسلم- كانت درعه مرهونة عند أحد يهود المدينة المنورة في شعير اشتراه منه -صلى الله عليه وسلم- في ثمن مؤجل، وهذا ما كان من شأن الرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم- في التعامل معهم (اليهود)؛ إذ إن بعض اليهود كانت بيوتهم بجوار بيوت الرسول -صلى الله عليه وسلم- وحوله، وكانت بينهم زيارات، وقد أجاب الرسول -صلى الله عليه وسلم- دعوة بعضهم، وكان بينه -صلى الله عليه وسلم- وبين بعضهم مناقشات ومحاورات.
وأوضح الشيخ الشثري: تعامل الرسول -صلى الله عليه وسلم- مع يهود المدينة المنورة؛ وقد تواتر ذلك في السيرة النبوية المطهرة بذكر روايتها؛ إذ قال الله تعالى {وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ}. ويتبيَّن لنا أنه يجب على الإنسان أن يتقرب إلى الله – سبحانه وتعالى – بالإحسان إلى عموم الناس، سواء من أي ديانة كانوا عليها؛ قال تعالى {إِنَّ ٱللَّهَ يَأْمُرُ بِٱلْعَدْلِ وَٱلْإِحْسَٰنِ وَإِيتَائِ ذِي ٱلْقُرْبَىٰ}.
وتابع: قال الله -عز وجل- مذكرًا في طيب المقال {وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً}. وهنا نجد أن لفظ {وَقُولُوا لِلنَّاسِ} هو لفظ عام، يشمل الجميع من الناس؛ وبالتالي على الإنسان أن يتقرب إلى الله -عز وجل- بالإحسان في التعامل مع جميع الناس.
واختتم بالقول: على الإنسان أن يلتزم بهذه التعليمات وبهذه الآداب التي وردت بها الشريعة الإسلامية، سواء فيما يتعلق بحسن المنطق والكلام الجميل، فالكلمة الطيبة صدقة، كما أخبر بذلك الرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم-، وأيضًا الوفاء بالعقود، كما قال تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ}، وكذلك المساعدة لمن يحتاج للمساعدة منهم، أو غير ذلك من الأشياء والأمور التي تُرغِّب فيها الشريعة الإسلامية المُطهَّرة، وتحث عليها، مؤكدًا أن ذلك هو باب من أبواب الإحسان، على الإنسان أن يتقرب بذلك إلى الله –عز وجل– بالإحسان في التعامل مع الجميع؛ ليكون بذلك أنموذجًا حسنًا، ويكون أيضًا دعاية صحيحة للتعريف بدين الإسلام، وأثره على المسلم في حُسن التعامل مع الآخرين أيًّا كانت دياناتهم.