يعد جبل أم وعال من أهم التضاريس الجبلية بمنطقة الحدود الشمالية التي استدلّت بها القوافل التجارية وقوافل الحجاج القادمة للحج من بلاد الشام والعراق، ومسلكًا آمنًا لهم، قبل مئات السنين؛ بسبب موقعه الجغرافي المميز؛ لكونه أول مدخل لشبه الجزيرة العربية من جهة الشمال.
ويقع جبل "أم وعال" في شرق محافظة طريف 25 كيلومترًا، ويعد معلمًا تاريخيًا يحاكي قصص البادية التي سكنت بالقرب منه، وتروى وتحكى العديد من القصص حوله؛ ومن أبرزها كما يرويها كبار السن "أشريلك من سوق أم وعال" تقال للصغار لتهدئتهم عند البكاء، واشتهر الجبل بقيعان المياه "الخباري" التي تنتشر حوله والمناطق الرعوية تكثر فيها الأعشاب في فصل الربيع، وقد كان يستوطنها سنويًا عدد كبير من القبائل العربية؛ وذلك لرعي ماشيتهم من الأغنام والإبل فيها، والسكن بقرب تجمع مياه الأمطار التي تتكون في الخباري التي ينهل البدو وماشيتهم منها.
وقال الباحث في التاريخ مطر بن عايد العنزي: الدراسات الأثرية الميدانية، أثبتت أن منطقة الحدود الشمالية من المناطق التي شهدت استيطان الإنسان فيها منذ عصور ما قبل التاريخ، حيث انتشرت المستوطنات البشرية في العصور الحجرية في جهات متفرقة منها، والدلائل تمثلت في اكتشاف فأس ذات حدين مع بعض الكسر والمدى الحجرية المنتشرة في مشارف الوهاد المطلة على سبخة البردويل غرب المنطقة إلى الشمال من جبل أم وعال، الواقع جهة الشمال الشرقي من محافظة طريف.
وأم وعال جاءت تسميتها نسبة لكثرة الوعول التي كانت تعج بها المنطقة التي يقع عندها هذا الجبل ومثله جبل وعيلة القريب منه، وعن الطرق القديمة التي كانت تقطع تلك المنطقة، بحكم قربها من مراكز حضارية كدومة الجندل (أدوماتو) أو حضارات الأنباط وغيرهم، واتصال تلك الحضارات مع بلاد الرافدين، فقد يكون هناك طرق قد سلكت عبر المنطقة وتمر بأم وعال، وهذا يعتمد على وجود مناهل الماء وتوفرها.
يُذكر أن جبل أم وعال تم ضمه إلى مدينة وعد الشمال الصناعية، وتحول إلى معلم اقتصادي بارز.