انطلقت اليوم الثلاثاء أعمال اليوم الأول لاجتماع المجلس التنفيذي للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم "الألكسو" دورته 121، الذي ينعقد على مدى يومين في مدينة جدة، وذلك برئاسة المملكة العربية السعودية وبمشاركة أعضاء المجلس التنفيذي وممثلي 22 دولة عربية؛ حيث تستضيف اللجنة الوطنية السعودية للتربية والثقافة والعلوم الاجتماع الذي يناقش عدد من الموضوعات والمبادرات ويبحث عدد من المقترحات المتعلقة بالمنظمة ومجالات عملها في نشر المعرفة، وتبادل عناصر العلم والابتكار.
وخلال افتتاح الاجتماع ألقى رئيس المجلس التنفيذي لمنظمة "الألكسو" الأستاذ هاني بن مقبل المقبل كلمة نقل فيها إلى المشاركين تحيات سمو وزير الثقافة، رئيس اللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم، الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان آل سعود، مشيراً إلى أن الاجتماع الحالي ينعقد في ظروف استثنائية ومؤلمة يعيشها الأشقاء الفلسطينيين، ومؤكداً في ذات الوقت أن المجلس التنفيذي للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم "الألكسو" يدين ويرفض رفضا قاطعا الحرب الشعواء التي راح ضحاياها آلاف من المدنيين الأطفال والنساء والشيوخ، ودمرت فيها المستشفيات ودور العبادة والبنى التحتية والمدارس والمؤسسات التعليمية والثقافية، لافتا إلى أن المجلس يؤكد المجلس التنفيذي رفضه القاطع لاستمرار العدوان والاحتلال والتهجير القصري لسكان غزة.
وأوضح الأستاذ هاني المقبل أن التحركات التي قامت وستقوم بها رئاسة المملكة العربية السعودية للمجلس التنفيذي لم تكن محض المصادفة ومجرد بروتوكولات شكلية، إنما جاءت وفق رؤية مستقبلية خططت وعملت على تقوية الصف العربي وترسيخ الثوابت وتدعيم المبادئ بما يكفل للدول العربية مواجهة التحديات التي قد تصطدم بها أو تعطل مسيرتها.
وأبان المقبل أن المجلس عمل بكل طموح ومثابرة وحلم وصبر وأسس حتى يكون الإنجاز أهم معاييره، كما عمل على قيادة مسيرة التحديث وحمل على عاتقه إعادة هيكلة البرامج والمبادرات بما يناسب تحديات وتطلعات وفرص القرن الواحد والعشرين، مشيرا إلى أن التجربة المشتركة في مبادرة المملكة العربية السعودية "منتدى الألكسو للأعمال والشراكات" الذي انعقد في تونس في يناير 2024م، كانت رائعة بمختلف المقاييس، إذ عكست كيف نجح العمل الجماعي في ترجمة مبادرة هامة في حاضر ومستقبل المنظمة على أرض الواقع.
وعن التحديات التي تواجه المنظمة قال المقبل: "من المهم ألا نحاول تجنب التغيير، بل يجب أن نصنعه مع إيماننا أن هناك تكلفة يجب أن ندفعها"، مستشهدا بقول المتنبي: "لولا المشقة ساد الناس كلهم"، "ونحن نقول لولا المشقة سادت المنظمات كلها"، وختاما "نتطلع معا للدور الأكبر لمنظمتنا العربية الألكسو حيث نؤمن جميعا في قدراتنا والإمكانات والرؤى والتطوير الذي نسعى إلى تحقيقها."
من جهته ألقى معالي المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم "الألكسو" الدكتور محمد ولد أعمر كلمة استهلها بشكره لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان، حفظهما الله، والشعب السعودي على الاستضافة الكريمة، مشيرا إلى أمله بأن تكون هذه الدورة محطةً بارزة للعمل الذي يعزز دور ومكانة المنظّمة العربية للتربية والثقافة والعلوم لتواصل رسالتها بكل كفاءة واقتدار.
وخلال كلمته توجه معاليه بأسمى عبارات الشكر والامتنان إلى سمو الأمير بدر بن فرحان آل سعود، وزير الثقافة، على حرصه الشخصيّ من أجل توفير الظروف الملائمة لعقد الدورة الحالية للمجلس التنفيذي، والمؤتمر العام في مدينة جدّة، مسلطا الضوء على عدد من البرامج والأنشطة التي نفّذتها المنظمة بين دورتي المجلس التنفيذي السابقة والحالية، مؤكدا أن نسبة الإنجاز بلغت فيها 70%، ومن أبرز تلك الأنشطة افتتاح منتدى الألكسو للأعمال والشراكات نهاية يناير الماضي في تونس بمبادرة من المملكة العربية السعودية.
وأوضح ولد أعمر أن الألكسو نظمت خلال الفترة الماضية الدورةَ الرابعة "للأسبوعِ العربيِّ للبرمجة" تحت عنوان "التطبيقات الذكية للغة العربية"؛ باستضافة مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية، وبمشاركة ما يقارب 250 معلّما من مختلف الدول العربية، كما أعدت دليلا تربويا لتدريسِ تكنولوجيات الذكاء ِالاصطناعي في المدارس الابتدائية والثانوية بالوطن العربي، وتعمل حاليا على إعداد ميثاق عربي لأخلاقيات الذكاء الاصطناعي.
وبين ولد أعمر أن المنظمة أولت الاهتمام بالملفات المشتركة للدول العربية وإبرازها باعتبارها موروثا ثقافيا لا ماديا ليسجل في قائمة التراث العالمي، حيث تمَّ الشروع مع الدولِ العربية في إعداد الملفات العربية المشترَكة لعناصر البشتِ والسَّعْفيات والعود، كما شاركت المنظّمة في مؤتمر وزراء الثقافة بدعوة من اليونسكو تحت شعار )الثقافة والرقمنة - التربية الثقافية والفنية من خلال التكنولوجيات الرقمية والذكاء الاصطناعي (الذي استضافته دولة الإمارات العربية المتحدة منتصف فبراير الماضي.
ولفت ولد أعمر إلى أنه تعزيزًا للتعاون مع اللّجان الوطنية العربية، بادرت المنظّمة باستقبال الفوج الثاني من المتدربِين من مؤسّسة محمد بن سلمان "مسك" خلال الفترة 15 من يناير إلى 19 مارس 2024، حيث سمحَ هذا البرنامج التدريبي باكتساب مهارات العمل العربي المشترك وإشراك المتدربين في إعداد وتنفيذ الأنشطة، مشيرا إلى أن المنظمة تتطلع إلى التعاون مع مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية لاستكمال تنفيذ مشروعه المتعلّق بإنشاء بنك المصطلحات العربية الموحَّدة الذي أصبح على وشك إطلاقه رسميا، مما يعزز جهود إنشاء المرصد العربي للترجمة بالرياض.
وخلال أعمال المجلس التنفيذي ناقش الأعضاء عددا من الموضوعات والتحديات في مجالات التربية والثقافة والعلوم، مجموعة من الحلول المبتكرة وبحث عن شراكات جديدة تفتح آفاقًا أوسع للتعليم والتفكير في الدول العربية، فيما من المنتظر أن يكمل الاجتماع أعماله يوم غد الأربعاء.