ينفّذ معهد الأمير سلطان لأبحاث البيئة والمياه والصحراء، دراسة لحصد وخزن مياه الأمطار والسيول في وادي فاطمة ووادي الليث كمرحلة أولى، للوصول إلى مقترحات علمية للاستفادة من مياه الأمطار والاستخدام الأمثل لها في هذين الواديين وروافدهما.
تهدف الدراسة إلى تحديد المواقع الملائمة لتنفيذ أساليب حصد وخزن مياه الأمطار والسيول فيهما ووضع المواصفات الفنية اللازمة لتكون هذه الدراسة نموذجاً يتم تطبيقه في أودية منطقة مكة المكرّمة وبقية مناطق المملكة.
وسيتم في هذه الدراسة التي تنضوي تحت العقد الموقع بين معهد الملك عبدالله للبحوث والدراسات الاستشارية بجامعة الملك سعود، وهيئة تطوير منطقة مكة المكرّمة، تحديد طرق الاستفادة من مياه الأمطار والسيول في هذين الواديين لتنشيط الزراعة والتشجير وتنمية الغطاء النباتي والحد من مخاطر الفيضانات عبر اتباع الأساليب التي طوّرها "معهد الأمير سلطان" لحصد وخزن مياه الأمطار والسيول، ونفذها في 23 موقعاً بمناطق: الرياض والقصيم وحائل والمدينة المنوّرة، من خلال مشروع الملك فهد لحصد وخزن مياه الأمطار والسيول في المملكة، ومشروع الأمير سلطان لإعادة تأهيل القرى والهجر، حيث حظيت هذه المشاريع باهتمامٍ من القيادة الرشيدة -أيدها الله-، كما قدّمت وزارة البيئة والمياه والزراعة التسهيلات اللازمة لإنجازها.
وأكّد المشرف على معهد الأمير سلطان لأبحاث البيئة والمياه والصحراء الدكتور عبدالملك بن عبدالرحمن آل الشيخ، نجاح الأساليب المطورة في تعظيم الاستفادة من مياه الأمطار والحد من تبخرها من أحواض السدود القائمة، حيث تم تخزينها في الطبقات الجوفية السطحية؛ ما أسهم في رفع منسوب المياه في المزارع المجاورة وتحسين نوعيتها وانخفاض ملوحتها، إلى جانب إنشاء الغدران الاصطناعية بالقرب من مجاري السيول بغية الحد من مخاطر الفيضانات وآثارها السلبية، وتحويل المياه من الوادي إلى هذه الغدران؛ للاستفادة منها بدلاً من ضياعها بالانتشار.
وتركّز الدارسة على تحليل الوضع الراهن لمجرى هذَيْن الواديين وروافد كل منهما، وخاصة طبيعة مجرى الوادي وطبوغرافيته وميوله وعرضه وكمية الأمطار والفيضانات المتوقعة واتجاه الرياح وقرب الغدير من القرى أو المناطق الزراعية التي ستستفيد من المياه المتجمعة فيه، حيث ستستخدم لهذا الغرض صور الأقمار الاصطناعية ونماذج الارتفاعات الرقمية والبيانات الأرضية والمناخية، وسيُجرى عديد من المسوحات الطبوغرافية والمورفومترية والدراسات الجيوفيزيائية، ومن ثم يتم وضع الآليات والحلول وأسلوب المعالجة الذي يناسب طبيعة كل وادٍ بما يضمن الاستفادة المثلى من المياه.
وسيقدم المعهد لـ "هيئة تطوير منطقة مكة المكرّمة" في ختام الدراسة توصياته بالمناطق الأنسب لإنشاء السدود وحفر آبار التغذية الجوفية ومواصفاتها الفنية، ومخططاً لمواقع توزيعها وعمق الحفر وآلية التنفيذ، إضافة إلى تحديد المواقع المناسبة لإنشاء الغدران الاصطناعية (الحفائر التخزينية) ومواصفاتها الهندسية وآلية تنفيذها.
وتنسجم مخرجات الدراسة مع مستهدفات رؤية السعودية 2030 ومبادراتها وصولاً إلى الاستخدام الأمثل للمياه لتحقيق الاستدامة عبر الاستفادة المثلى من هذا المورد الحيوي، كما ستؤدي نتائج تنفيذ ما سيقدم في هذه الدراسة، إلى تحسين جودة الحياة لسكان المناطق الواقعة بالقرب من هذه الأودية والتأقلم مع آثار التغير المناخي.