"باطرفي": الملف السوداني أهم الملفات على طاولة القمة العربية لهذه الأسباب

قال: هناك حرائق يجب أن يتوافق الجميع على طريقة إطفائها وقضايا مهمة
الدكتور خالد محمد باطرفي
الدكتور خالد محمد باطرفي

أوضح الأستاذ بجامعة الفيصل والمحلل السياسي، الدكتور خالد محمد باطرفي أن انعقاد القمة العربية بجدة يأتي في وقت ذي حساسية خاصة، نظرًا لوجود العديد من الملفات التي تحتاج إلى أن يتفق العرب عليها وعلى أسلوب التعامل معها، وأيضًا هناك حرائق يجب أن يتوافق الجميع على طريقة إطفائها.

وأضاف باطرفي أن هناك قضايا في غاية الأهمية ولا تُنتظر، لأنها آلية وحاضرة ومؤثرة على الأمن القومي العربي، هذا بالنسبة لأهمية التوقيت، أما بالنسبة لأهمية المكان، فلأنها السعودية التي هي بيت العرب وقائدة ورائدة التضامن العربي والإسلامي، وبالتالي الجميع ينظر إليها ويأمل أن تحقق ما لم يتحقق من قبل، وهو الحد الأدنى من التضامن العربي في مواجهة كل هذه المهام، وهذه الملفات الشائكة.

وأشار إلى أن أهم الملفات هو الملف السوداني، لأنه حاضر وآني ويهدد جميع الدول العربية المجاورة للسودان بالخطر، ويمتد أثره على كل عربي يهتم فيما يجري لإخوانه وأشقائه في هذا البلد الشقيق.

وبين باطرفي أن هناك الملف الفلسطيني أيضاً، وهو ملف دائم، ولكن هناك قضية آنية، وهي المواجهة الفلسطينية الإسرائيلية في غزة، هناك القضية اليمنية وعمرها ثمان سنوات، وتوشك اليوم على الانطفاء بفضل الله ثم حرص السعودية ومبادراتها للسلام، ونحتاج إلى تعاون وتضامن الإخوة العرب في إقناع الطرف المخطئ بالتراجع وإقناع الجميع بالتعاون لإنجاح المبادرة السعودية.

وتابع: وهناك قضية الملف النووي الإيراني، وهي قضية حاضرة وآنية، بسبب أن اليوم هناك مراجعات في الولايات المتحدة، وهناك دفع في إسرائيل في اتجاه المواجهة، فيما أن كثير من الدول الأوروبية تسعى لإحياء الاتفاق السابق، هذا له تداعيات مهمة على أمن المنطقة، أمن منطقة الخليج، والأمن القومي العربي بشكل عام، وأخيرًا هناك عودة سوريا إلى الأحضان العربية، وتردد بعض الدول وإن كانوا أقلية في قبولها والشروط التي وضعت على سوريا وكيفية مراقبة تنفيذها، وما إلى ذلك من تفاصيل، أتوقع أن الاجتماعات التحضيرية أمس واليوم وخلال اليومين القادمين تسعى لإيجاد تصور لها يتفق عليه القادة العرب.

وأشار باطرفي إلى أن المملكة كانت وما زالت رائدة وقائدة ومبادرة في قضية التضامن العربي، فهي أحد المؤسسين للجامعة العربية، وهي صاحبة فكرة رابطة العالم الإسلامي ومنظمة التعاون الإسلامي، وهي الحاضنة لهاتين المنظمتين ودورها مع أشقائها العرب، وخاصة الدول الكبرى، مثل مصر، فهو دور مهم، ويأتي في هذا الوقت في ظروف صعبة ويحتاج إلى قيادة وحكمة المملكة العربية السعودية.

وختم: السعودية يهمها شأن العرب، لأنها تشعر بأنها وهي مهد العروبة، ومهد الرسالة وصاحبة قدرات وإمكانيات سياسية واقتصادية وعسكرية وأمنية، يمكن أن تساهم بها في تحقيق الأمن القومي العربي، ليس فقط من الناحية الأمنية فحسب ولكن أيضًا من أمن الغذاء والدواء وجودة الحياة، ولذلك كانت هناك المبادرات الرائدة مثل مبادرة الشرق الأوسط الأخضر، وغيرها من المبادرات البيئية والإنسانية لتحقيق المعادلة المطلوبة التي ستسمح بإذن الله للأمة العربية أن تنطلق إلى مستقبل أفضل.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org