أكد الشيخ الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد، إمام وخطيب المسجد الحرام، والمستشار بالديوان الملكي، وعضو هيئة كبار العلماء؛ أن الحوار الحقيقي يمكن أن يبني شراكات وتحالفات متينة، ويوحد أصواتًا متعددة من مختلف أنحاء العالم، ويوجهها نحو التزام مشترك، بتعزيز السلام والتضامن؛ من أجل إعلاء القيم الإنسانية والحق بالعيش الكريم لكل الناس بسلام.
وأضاف "ابن حميد" في كلمته التي ألقاها بمنتدى الحوار العالمي "كايسيد" في لشبونة اليوم: عبر الحوار وبالحوار نمد أيدينا للتعاون بين كل القوى الفاعلة من أجل تحقيق الأهداف النبيلة، إيمانًا بقوة العمل والشراكة الحقيقية، على الرغم من تنوعنا الثقافي والديني؛ لنبني السلام المنشود ونحافظ على كرامة الإنسان في كل بقاع العالم.
وقال: "إن الحوار أصبح ركيزة أساسية وضرورية؛ لتحقيق السلام العادل والشامل، وترسيخ القيم الأخلاقية في المجتمعات كلها. وتعزيز ثقافة الحوار ومبادئه الذي يعد خطوة أساسية نحو تحصينها من التطرف والكراهية، مشيرًا إلى أن الدين الإسلامي يقوم على مبدأ العدل والمساواة بين الناس، ويدعو إلى التسامح والاعتدال والتفاهم بين الشعوب والدول".
وكان الدكتور صالح بن حميد قد شارك بمركز الحوار العالمي "كايسيد"، في منتدى الحوار العالمي في لشبونة؛ الذي يستكشف القوة التحويلية للحوار في معالجة بعض التحديات الأكثر إلحاحًا في العالم؛ لمدة يومين. من جانب آخر قال الأمين العام لمركز الحوار العالمي، الدكتور زهير الحارثي في كلمته الافتتاحية في المنتدى: "إن التحديات المعقدة؛ تتطلب جهودًا مشتركة، ونحن نعلم بأن تعاوننا يحدث فرقًا أكبر، وان هذا المنتدى دعوة للعمل والتعاون ونجاحه يعتمد علينا جميعًا". وأكد التزام "كايسيد" بمستقبل يقوم على التصدي لجميع أشكال العنف والكراهية، مع التشديد على تعزيز التسامح والوحدة واحترام التنوع بين جميع المجتمعات.
وتأتي مشاركة الدكتور ابن حميد في المنتدى؛ في إطار تعزيز رسالة الحرمين الشريفين الوسطية والحضارية، وتعظيم مكانة أصحاب الفضيلة؛ أئمة الحرمين الشريفين عالميًا، إضافة إلى تكريس قيم التسامح والوسطية والتقارب بين الشعوب.
وشكلت مشاركة ابن حميد مع نخبة من القادة السياسيين والدينيين العالميين في منتدى "كايسيد" العالمي للحوار؛ ثقلاً كبيرًا للمنتدى؛ لمكانته الدينية والعلمية والاجتماعية، وأضافت مزيدًا من القيمة على نقاشات وجلسات دعم الحوار بين الأديان والحضارات، والتفاهم بين مختلف المجتمعات.
وأبرزت رئاسة الشؤون الدينية مكانة أصحاب الفضيلة؛ أئمة الحرمين الشريفين؛ كأحد أبرز مرتكزاتها لبلوغ مستهدفاتها الدينية، وأثر الحرمين الشريفين الإيجابي عالميًا. فيما يعد منتدى "كايسيد" العالمي للحوار؛ منصة حيوية؛ لتعزيز كرامة الإنسان، ودعم التضامن العالمي، وذلك من خلال تبني الحوار كآلية فعّالة في مواجهة التحديات العالمية المعاصرة، بما في ذلك بناء السلام، ودعم التغيير المجتمعي الإيجابي.
ويشارك في منتدى "كايسيد" العالمي للحوار [150] مشاركًا؛ من بينهم قيادات دينية، ورؤساء دول حاليّون وسابقون، وقادة الأمم المتحدة، وممثلو المجتمع المدني ووفود شبابية.