تعد منطقة جازان من الوجهات السياحية الفريدة، لما تتميَّز به من شواطئ وجزر خلابة، وكذلك براريها ذات الغطاء النباتي الكثيف والمتنوّع، وجبالها الشاهقة المكتسية بالخضرة، ووديانها الجارية طيلة أيام العام.
ومن محافظة "الريث" التي تبعد نحو 150 كيلومتراً شمال مدينة جيزان، يبرز "وادي لجب" باعتباره مزاراً يقصده الزائرون من داخل المملكة وخارجها، حيث يقع في الجزء الشرقي من جبل "القهر" الذي يعد بحد ذاته مقصداً سياحياً لعشاق السياحة والمغامرة ومستكشفي الجبال وعلماء الآثار؛ لما يضمّه من شواهد حياتية قديمة ونقوش أثرية تعود لآلاف السنين.
كما يعد الوادي واحداً من أهم المواقع والوجهات السياحية وأبرزها على مستوى المملكة، وأشهرها على الإطلاق في منطقة جازان، حيث بات الوصول إليه سهلاً، ويشهد إقبالاً كثيفاً على مدار العام.
ولزيارة الوادي والتمتع بمناظره الخلابة وطبيعته البديعة، يتم الوصول إلى المكان عبر ممرٍ من الجانب الشرقي من جبل "القهر"، وبعد 3 كيلو مترات يتسع الممر لينكشف الوادي عن شلالاتٍ متدفقة، وبركٍ عذبة متناثرة، وأشجار النخيل، وحدائقه المعلقة على جوانبه، في منظرٍ بديعٍ يأسر الناظر.
ويمتد "وادي لجب" على شكل أخدودٍ أو صدعٍ انكساري في الطرف الشرقي من جبل "القهر"؛ بطول يصل لنحو 11 كيلومتراً تقريباً متجهاً من الشمال إلى الجنوب؛ ليتقابل هذا الصدع بعد ثلاثة كيلومترات بصدعٍ آخر يمتد لمسافة كيلومترين اثنين.
ويشهد الوادي حالياً، مشروعات تطويرية بعد أن تمّ اختياره ليكون حديقة جيولوجية ضمن 13 موقعاً بمختلف أنحاء المملكة وقع عليها الاختيار لتكون ضمن الحدائق الجيولوجية العالمية؛ ما يعزّز التنمية البيئية المستدامة، ويسهم في تحقيق مستهدفات مبادرة السعودية الخضراء.