عادة ما يعاني المصابون بالقولون آلامًا في البطن، وتغيُّرات مثل الإمساك أو الإسهال، إضافة إلى أعراض أخرى مثل انتفاخات البطن.
وتزداد حالات الإصابة بالقولون العصبي؛ لتجعله من الأمراض الشائعة في الكثير من دول العالم؛ ما يجعل الكثير من المصابين يبحثون عن علاج له في العقاقير والتغذية الصحية، أو حتى من خلال اتباع الحمية كحمية الفودماب، التي تُعدُّ نظامًا غذائيًّا، تم تصميمه لمساعدة الأشخاص الذين يعانون متلازمة القولون العصبي، أو فرط نمو البكتيريا في الأمعاء الدقيقة.
وقال الدكتور عبدالله الذيابي، استشاري الجهاز الهضمي والمناظير، لـ"سبق" في مجال صحة الجهاز الهضمي: ظهر النظام الغذائي المنخفض (الفودماب) كمنارة أمل للأشخاص المصابين بالقولون العصبي، ومشاكل الجهاز الهضمي الأخرى. إن النظام الغذائي المنخفض الفودماب عبارة عن حمية منخفضة السكريات، قليلة التعدد، والسكريات الثنائية، والسكريات الأحادية، والبوليولات، وهي مجموعة من الكربوهيدرات القصيرة، توجد في العديد من الأطعمة، وتمتص ببطء شديد، أو لا تهضم على الإطلاق في الأمعاء الدقيقة، التي يمكن أن تسبب عدم الراحة في الجهاز الهضمي لدى بعض الأفراد؛ إذ تبدأ هذه الكربوهيدرات في التخمر عندما تصل إلى الأمعاء الغليظة؛ وهو ما ينتج عنه الغازات، التي تتسبب في تمدد الأمعاء، وحدوث الانتفاخ والألم بالنسبة للأشخاص ذوي الأمعاء الحساسة.
وتابع: يهدف هذا النظام الغذائي إلى تخفيف الأعراض المرتبطة بالقولون العصبي واضطرابات الجهاز الهضمي الأخرى، مثل: انتفاخات وغازات البطن المزعجة، عن طريق تقليل تناول هذه الكربوهيدرات المتخمرة. ويسمح هذا النظام بتناول قائمة كبيرة من الأطعمة، مثل: اللحوم الحمراء، واللحوم البيضاء، ومنتجات الألبان خالية اللاكتوز، والحبوب الخالية من الجلوتين، كالأرز، والخبز خالي الجلوتين، وأنواع عديدة من الفواكه والخضراوات، ومشروبات كالقهوة والشاي والعصائر الطبيعية المحتوية على الفواكه المسموح بها. وأيضًا يسمح بمعظم التوابل والأعشاب.
وأوضح "الذيابي": يشعر الأفراد في كثير من الأحيان براحة كبيرة، والتخلص من الانتفاخ، والغازات، وآلام البطن، من خلال الحد بشكل رئيسي من الأطعمة عالية الفودماب، مثل: مشتقات الألبان المحتوية على اللاكتوز، والبقوليات كالفول والعدس والفاصولياء والبازلاء، والحبوب المحتوية على القمح كالأرز، والخبز المحتوي على الجلوتين، وبعض أنواع الفواكه كالتفاح والتمر، وبعض الخضراوات كالثوم والبصل والكراث، والعديد من الصلصات التي تضاف إلى الأطعمة.
وأضاف: أما أبرز التعليمات التي لا بد من معرفتها قبل تطبيق هذا النظام الغذائي، خاصة للمصابين بالقولون العصبي، فهي:
أولاً: ينبغي أن يطبق هذا النظام الغذائي تحت إشراف طبيب مختص واختصاصي تغذية.
ثانيًا: فترة تطبيق هذا النظام الغذائي بشكله الصارم ينبغي ألا تتجاوز أربعة إلى ستة أسابيع. وبعد ذلك في حال عدم تحسن الأعراض ينصح بإيقاف الحمية، وتناول الأصناف الممنوعة عدا الأطعمة التي يعرف الشخص أنها تهيج القانون العصبي لديه. أما في حالة تحسن أعراض القولون العصبي، أو أعراض الجهاز الهضمي بشكل عام، فينصح بالتدرج في تناول الأطعمة الممنوعة، وإضافة كل صنف على فترة ثلاثة أيام، والتدرج بزيادة كميات الطعام المتناوَل، إلى حد الوصول إلى صنف الطعام المعين الذي يرتبط بظهور أعراض في الجهاز الهضمي، والابتعاد عنه.
وبيَّن استشاري الجهاز الهضمي والمناظير أن المرحلة الأخيرة من تطبيق هذا النظام الغذائي عبارة عن إيقاف أصناف محددة من الأطعمة، ترتبط بظهور أعراض في الجهاز الهضمي، وتناوُل باقي الأطعمة التي مُنعت في بداية هذه الحمية، ولا يُنصح بالامتناع عن الأطعمة متوسطة أو عالية الفودماب من غير داعٍ لذلك؛ لتفادي خطر نقص الفيتامينات والمعادن، والمحافظة على صحة الأمعاء بشكل عام، من خلال دمج الأطعمة الغنية بالألياف والبروبيوتيك؛ فهذا أمر ضروري لصحة الجهاز الهضمي على المدى الطويل.
وختم الدكتور عبدالله الذيابي حديثه لـ"سبق" بالقول: يوفر النظام الغذائي منخفض الفودماب بصيص أمل لأولئك الذين يعانون اضطرابات وانتفاخات الجهاز الهضمي، سواء الناتجة من القولون العصبي أو غيرها. وقد أظهر هذا النظام الغذائي نتائج واعدة للعديد من الأفراد، إلا أنه ليس نهجًا واحدًا يناسب الجميع. وفي حال استمرار الأعراض مع الحمية ينبغي زيارة طبيب جهاز هضمي مختص؛ للتأكد من التشخص، واستخدام الطرق العلاجية المتنوعة في علاج القولون العصبي، أو انتفاخات البطن.