
يمر القارئ المتدبر لكلام الرحمن بكلمات يختلف ظاهرها الدارج لغويًّا بين الناس عن معناها المقصود بها، وهو من سحر البيان وعجائب التبيان.
وخلال شهر رمضان تسلط "سبق" الضوء على هذه الكلمات التي قد تُفهم خطأً، وسيتم عرض بعض الآيات لتوضيح معناها؛ وكشف شيء من الإعجاز القرآني .
ففي الأية 28 من سورة الكهف يقول الرب تبارك وتعالى "وَأَصَبِر نَفَسَكَ مَعَ الَّذِين يدعون ربّهم بالغدوة والعشي يُرِيدُونَ وَجهةً"، ويفهم البعض أن المقصود بـ"الغداة" هي وقت الظهيرة .
غير أن المفسر "القرطبي" قال: "الغداة أي أول النهار ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس"، وليس المراد وقت الظهر، ومثله قوله تعالى: "النَّارُ يُعْرَضون عَلَيْها غدُوّا وَعَشِيّاً". أي أن قوم فرعون يعرضون على النار أول النهار وآخره.
وأضاف: وفي الصحيحين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن أحدكم إذا مات عرض عليه مقعده بالغداة والعشي إن كان من أهل الجنة فمن أهل الجنة، وإن كان من أهل النار فمن أهل النار فيقال هذا مقعدك حتى يبعثك الله عز وجل إليه يوم القيامة".
يشار إلى أن مصدر معاني الكلمات هو كتاب "أكثر من 200 كلمة قرآنية قد تُفهم خطأ"، الذي أعده "الشيخ عبدالمجيد بن إبراهيم السنيد"، وقدمه القاضي الشيخ سليمان بن عبدالله الماجد عضو مجلس الشورى.