لم ترهب "قمرة الطائرة" مساعدة طيار ياسمين الميمني التي كافحت حتى تحقق حلمها، ورفضت الاستسلام بعدما رفضتها شركات الطيران التجارية السعودية؛ لعدم الاقتناع بموهبتها وتخصصها الذي قطعت فيه شوطًا طويلاً من دراسات مكثّفة وساعات تدريب يومية مرهقة، فتوجهت للعمل في أكثر من قسم بالطيران، حتى انتهى بها المطاف لتجلس في كابينة الطائرة، وترتدي بدلة الطيار وقبعته لتسجل اسمها كأول مساعد طيار سعودية، وهبطت أول من أمس بمطار حائل على طائرة من طراز ATR72 .
وحكت "الميمني" شغفها وحبها للطيران الذي بدأ معها منذ مراحل مبكرة من عمرها، فدرسته بأمريكا وحصلت على الشهادة والرخصة عام ٢٠١٣ لتصبح مهيأة للقعود في كابينة الطائرة، وجاهدت لتتغلب على الصعاب .
وقالت "الميمني" لـ"سبق": "بعدما عدت للسعودية عام ٢٠١٣، بعد دراسة عميقة طويلة بالولايات المتحدة الأمريكية، اجتزت معها كل الاختبارات وحصلت على التراخيص اللازمة؛ قبلني الطيران المدني السعودي وغيّر رخصتي برخصة سعودية، ثم تقدمت بعدها للعمل بالشركات، لكني لم أجد الفرصة، فعملت في العمليات الجوية وفي الأمن والسلامة، وانخرطت في دورات لأستعد نفسيًا متى ما سنحت الفرصة".
وأضافت: "المفارقة أني لم أجد عذرًا وجيهًا للرفض سوى لأني سيدة! وقبلت في شركة طيران خارجية، لكني رفضت وآثرت العمل هنا؛ لأثبت للشركات المحلية أن المرأة السعودية قادرة على التفوق، وفعلاً قبلت أخيرًا بطيران نسما، وتدربت معهم، فأقلعت في أول رحلة بين حائل القصيم حائل."
وأردفت قائلة: "حقيقة المرأة السعودية من قبل ومن بعد الرؤية السعودية التي جاءت حاملة هم التوطين للجنسين وتمكين السيدات وهي قادرة على العمل، واستطاعت بفضلٍ من الله الانخراط في الطيران، وهنا يتوجب عليّ شكر الله سبحانه وتعالى أولاً ثم القيادة ممثلة بالملك وولي العهد حفظهما الله، ثم لوالديّ، لوقفتهم ودعمهم، ثم الشركة التي ساندتني وعززت من ثقتي."
وختمت برسالة لشركات الطيران قالت فيها: "ثقوا في أبناء الوطن ذكورًا وإناثًا، فهم قادرون على العطاء، وأثبتوا أنفسهم في كثير من المجالات."