عندما بدأ وطننا العمل ضمن رؤية محددة الأهداف، ووفق منهجية واضحة، رأينا كيف نهض الوطن في المجالات كافة، وشاهدنا المشاريع العملاقة التي ترسم مستقبلاً واعدًا للوطن وشبابه، وأصبحت هناك خارطة عمل، الكل يسير وفق منهجها، نبني من خلالها حضارة ونموًّا اقتصاديًّا واجتماعيًّا، يعد الأكبر في تاريخ البلاد. وهذا – بلا شك - هو تأكيد أن العمل المنظَّم حتى وإن كان بعيد المدى هو الطريق الصحيح نحو التطور وخلق مستقبل واعد.
في الرياضة الأمر لا يختلف بتاتًا. والرياضة اليوم هي جزء مهم من رؤية الوطن، وتمثل قاعدة مهمة في السياحة والترفيه وبرامج المجتمع، وأيضًا الرياضة كمنافسة. ورأينا الاهتمام الكبير الذي يوليه سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان للرياضة في تفاصيلها كافة.
اليوم علينا أن نلتفت أكثر للعمل الرياضي الدولي، وأن نستعيد دورنا كصناع قرار ومؤثرين في منظومة الرياضة العالمية. وكما قلت سابقًا، يجب أن نستعيد عضويتنا في اللجنة الأولمبية الدولية، وعلينا أن نوجد بقوة في منظومة الاتحاد الدولي لكرة القدم والاتحاد الآسيوي، وأن تكون الرياض مصنعًا للقرار من خلال الوجود القوي لشخصيات لها ثقلها في تلك المنظمات.
نعم، فرحنا كثيرًا بعضوية الصديق أحمد عيد في مجلس إدارة الاتحاد الدولي لكرة القدم، ولكن علينا أن نعرف أن تلك العضوية لن تتجاوز شهرًا أو شهرين، وهي جاءت من خلال ترشيح الأخ أحمد عيد بدلاً من الماليزي عبدالله سلطان عبدالله حتى 5 يونيو المقبل؛ لذا علينا أن لا نفرح كثيرًا إلا عندما يصبح لدينا مقعد نصل إليه من خلال صندوق الانتخابات الذي يعني أنك تسير في الطريق الصحيح.
لعبة المقاعد في المنظمات الدولية لا تختلف كثيرًا عن السياسة التي تقوم جميعها على مبدأ المصالح؛ ونحتاج لشخصيات لديها القدرة على صناعة التحالفات، وبناء العلاقات.. ونبحث عن شخصيات المجتمع والاقتصاد التي تملك الفكر والديناميكية، وندعمها لتستمر سنوات طويلة.. وهذا – بلا شك - يحتاج لجهد وتخطيط بعيدَيْ المدى، لن نستطيع أن نبنيه في يوم وليلة، ولكن لا بد أن نضع الرؤية وخارطة الطريق التي توصلنا لما نريد. فنحن اليوم نملك كل مقومات هذا العمل للنجاح فيه.
ولكن المهم أن يكون لدينا فريق عمل مستمر ومتواصل، يبني جسورًا قوية مع كل تلك المنظمات، ونفعِّل قوتنا الاقتصادية والسياسية لدعم هذا الجانب.. فالرياضة تحقق الكثير من المكاسب، وتقوم بدور فعال في منظومة العالم، ولنا هناك تاريخ مشرف وكبير جدًّا، يفرض علينا أن نكون كما كنا وأكثر.