كان الأمن السيبراني والتقني بشكل عام في صدارة الاهتمام، نظرًا لأن المعارك تدور اليوم في فضاء الإنترنت وداخل الشبكة العنكبوتية، كما تعد علوم الحاسب من التخصصات المتزايدة الصاعدة في السنوات الأخيرة، مع انتشار للتطبيقات والهواتف الذكية وتسابق الدول في الابتكارات وصراع التكنولوجيا الرقمية، مما يؤكد أن الغزو الناعم أخطر ما يهدد المجتمعات إذا لم يواجه بالوعي وتأهيل الكوادر المحلية.
ولقد تحرّكت السعودية انطلاقًا من قناعتها بخطورة هذه الحروب الخفية، وقامت بإنشاء الاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز، ومنه ولدت أكاديمية طويق المعنية باستقطاب الشباب الهواة من الجنسين وإخضاعهم لبرامج تدريبية مكثّفة تضمن تسليحهم في المجالين المهني والمعرفي وتعريفهم بكيفية التعامل مع فنون وتفرعات الحاسب الآلي، وخطط الاستفادة منهم في الوظائف الحكومية.
ومارس الاتحاد السعودي دوره التوعوي بتثقيف الجهات الحكومية والأفراد في ماهية الأمن السيبراني وضمان حماية البيانات الشخصية من قراصنة الإنترنت.
ونجحت أكاديمية طويق الذراع التدريبي للاتحاد السعودي للأمن السيبراني في تدريب الكوادر الطموحة التوّاقة لسبر التقنية وتطويعها لصالح المجتمعات وحماية البنية التحتية الرقمية من الغارات الموجّهة، رغم حداثة تجربتها وولادتها التي لم تمضي عليها 4 سنوات حتى فرضت نفسها بجدارة منطلقة من أهداف بعيدة المدى، فالتطور التقني والنهضة الرقمية، أحد مستهدفات وركائز رؤية 2030 بقيادة مهندسها سمو الأمير محمد بن سلمان.
وفي ظل كون القطاع التقني رافدًا مهمًا ينتظره مستقبل واعد مع تنامي الفرص لاستثمار الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء والرقمنة الجديدة، فقد استطاعت المملكة الاستفادة من هذه العلوم أثناء أزمة كورونا ورقمنة التبرعات وتوجيه التقنية لخدمة الجمهور المستفيد من الخدمات الحكومية، فالعالم يعوّل على التكنولوجيا كثيراً وقد تحرّكت السعودية مبكراً لمواكبة هذا السوق المزدهر الموعود بالنجاح.
وجاءت المنجزات المتحققة للمملكة في هذا المجال من خلال الاتفاقيات من جانب أكاديمية طويق وعقد الشراكات العالمية والمعسكرات التدريبية على يد أبنائها وبناتها؛ تأكيداً على رهان وثقة سمو ولي العهد بالسعوديين والسعوديات واعتزازه بمقدرتهم على وضع الأهداف والعمل على تحقيقها بكل سهولة.
وجاء تقرير إنجازات أكاديمية طويق ليترجم بشكل واضح جهود الأكاديمية في تعزيز المكانة الريادية للمملكة على النواحي التقنية والرقمية والابتكارية، وسعيها الحثيث لتحقيق مُستهدفات رؤية السعودية 2030 في المجالات التقنية والقطاعات الواعدة.