فيما يقف اليوم حجاج بيت الله الحرام على جبل عرفات مؤدين نسكهم، حثّ الشارع الحكيم مَن هم خارج عرفات على اغتنام يوم عرفة؛ لأن رحمة الله ومغفرته تشمل حتى من هو في خارج عرفة؛ ولذلك حثنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على صيام هذا اليوم.
وقد تحل علينا المغفرة في آخر هذه الأيام، ونكون من العتقاء في هذه الأيام؛ لذا لا يفوتك يوم عرفة. يقول -صلى الله عليه وسلم-: "أحتسب على الله أن يُكفِّر صوم يوم عرفة السنة الماضية والسنة الباقية"، أي سنتين تُكفَّران بصيام يوم واحد.
ويوم عرفة ليس فقط للحاج، بل إنه حتى لغير الحجاج، كما جاء في الحديث الصحيح الذي أخرجه مسلم عن السيدة عائشة -رضي الله عنها- عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "ما من يوم أكثر أن يعتق الله فيه عبدًا من النار من يوم عرفة". وأشار بعض أهل العلم بالقول إن العتق من النار في يوم عرفة أكثر من ليالي رمضان، وإن الله ليدنو من عباده فيباهي بهم الملائكة.
ويوافق يوم عرفة هجريًا التاسع من ذي الحجة، وهو أحد أيام الأشهر الحُرم لقول الله تعالى: {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأرض مِنْهَا أربعةٌ حُرُمٌ} [سورة التوبة: 39]. ومن بينها شهر ذي الحجة.
وصوم يوم عرفة ليس فرضًا، لكنه سنة مؤكدة عن النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-، ويُستَحَبُّ لغير الحاجِّ ليكون الجميع وُقوفًا على باب الرحمة والمغفرة، هذا بحَجِّه، وذاك بصومِه.
ولا يُستَحب صيام هذا اليوم للحاج؛ فالأولى له الفطر.